دال ميديا: في تطور غير مسبوق، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المسجون عبد الله أوجلان إلى إلقاء السلاح وحل الحزب بالكامل، وذلك في بيان نقلته حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول يوم الخميس.
وقال أوجلان في رسالته:
“أدعو إلى إنهاء الكفاح المسلح، وأتحمل المسؤولية التاريخية لهذا النداء.”
نهاية صراع دام 40 عامًا؟
يأتي هذا الإعلان بعد أكثر من أربعة عقود من النزاع المسلح بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية، وهو نزاع أودى بحياة أكثر من 40,000 شخص منذ اندلاع القتال في الثمانينيات.
ووصف مراسل SVT في تركيا، توماس تورين، الإعلان بأنه “لحظة تاريخية”، لكنه أشار أيضًا إلى أن العملية “هشة وضعيفة، لكنها تحمل بارقة أمل”.
لقاء في سجن إمرالي ونقل رسالة أوجلان
جاءت دعوة أوجلان بعد زيارة وفد من حزب الشعوب الديمقراطي إلى سجن إمرالي، حيث يقضي زعيم PKK حكمًا بالسجن المؤبد منذ عام 1999. وأكد الوفد أن أوجلان طلب من قيادة الحزب الاجتماع لاتخاذ قرار بحل التنظيم وإنهاء الكفاح المسلح.
هل حصل PKK على مقابل سياسي؟
لم يتضح بعد ما إذا كان هناك اتفاق سياسي سري بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية، لكن هناك تكهنات حول إمكانية منح مزيد من الحقوق الدستورية للأكراد في تركيا. ومع ذلك، لم يرد أي ذكر لهذه المسألة في بيان أوجلان.
وعلق مراسل SVT قائلاً:
“يتكرر الحديث عن الحاجة إلى نظام ديمقراطي يضمن حقوق الأكراد، لكننا لا نرى ذلك يتحقق على أرض الواقع. بل على العكس، تركيا تتجه نحو مزيد من التشدد.”
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من قيادة حزب العمال الكردستاني حول موقفها من دعوة أوجلان. وإذا استجاب الحزب لهذا النداء، فقد يكون هذا الإعلان بداية لنهاية أطول النزاعات المسلحة في تاريخ تركيا، لكن ما زالت هناك تساؤلات حول مدى جدية هذه المبادرة ومدى استعداد الحكومة التركية لتقديم تنازلات.
يُذكر أن حزب العمال الكردستاني مصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويعود تأسيسه إلى سبعينيات القرن الماضي بهدف تحقيق حكم ذاتي للأكراد في تركيا.
هل يشهد الشرق الأوسط تحولًا تاريخيًا؟
إذا تم تنفيذ هذا القرار فعليًا، فقد يكون بمثابة إعادة رسم للمشهد السياسي والأمني في تركيا والمنطقة. لكن مع عدم وجود أي تأكيدات رسمية من قيادة PKK، يظل الوضع مفتوحًا على كافة الاحتمالات.