دال ميديا: كشفت قناة TV4 السويدية في تقرير نشرته اليوم الجمعة، أن تركيا وحزب العمال الكردستاني (PKK) يجريان محادثات سلام سرية منذ الخريف الماضي، في محاولة لإنهاء صراع مسلح استمر لعقود وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف. ووفقًا لمصادر القناة، فإن الجميع يترقب خطابًا محتملاً لزعيم الحزب عبد الله أوجلان، قد يُبث بالفيديو من داخل سجنه، يوم السبت، ليحدد مستقبل هذه المفاوضات.
تغيير غير متوقع في الموقف التركي
بحسب TV4، فإن هذه المحادثات كانت مفاجئة للكثيرين، لا سيما بعد انهيار آخر جهود السلام عام 2015، وعودة المواجهات المسلحة بين الطرفين. لكن في الخريف الماضي، حدث تحول غير متوقع عندما قام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف وحليف الرئيس أردوغان، بمد يده إلى أحد السياسيين الأكراد، في خطوة غير مسبوقة نحو الحوار.
ومنذ ذلك الحين، أفادت القناة أن عبد الله أوجلان حصل على إذن نادر للقاء ممثلين عن حزب الشعوب الديمقراطي (DEM) وعائلته، وهو أمر لم يحدث منذ سنوات.
أردوغان يسعى إلى تعديل الدستور؟
TV4 تنقل عن بول ليفين، رئيس معهد دراسات تركيا، أن المحادثات الجارية قد تكون مرتبطة برغبة أردوغان في تعديل الدستور لضمان بقائه في السلطة لفترة إضافية. ويحتاج الرئيس التركي إلى دعم الأحزاب الكردية لتمرير هذا التعديل، وهو ما يفسر استعداده لتقديم تنازلات في القضية الكردية.
لكن هناك أيضًا مخاوف أمنية تدفع تركيا إلى السعي لاتفاق مع PKK، إذ تخشى أن تقوم قوى خارجية، مثل إسرائيل، باستخدام PKK ووحدات حماية الشعب (YPG) في سوريا كأداة ضغط على أنقرة، وهو ما يسعى أردوغان لمنعه عبر التوصل إلى تفاهمات مع الحزب.
تناقضات في موقف أنقرة
ورغم هذه المؤشرات، إلا أن TV4 تؤكد أن تركيا لم توقف حملاتها ضد السياسيين الأكراد، ولم تتراجع عن تهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة في شمال شرق سوريا، مما يرسل إشارات متضاربة حول مدى جدية المحادثات.
وفي حديثه لـ TV4، عبّر سارهان أولوك، البرلماني عن حزب DEM، عن قلقه قائلاً:
“نحن قلقون من أن الحكومة التركية قد لا تفي بوعودها. هناك مخاطر حقيقية بأن تكون هذه المحادثات مجرد تكتيك سياسي آخر.”
خطاب مرتقب قد يغير المسار
بحسب مصادر TV4، فإن هناك تكهنات بأن عبد الله أوجلان قد يُلقي خطابًا مصورًا من داخل السجن خلال الأيام القادمة، يحمل رؤية واضحة للمستقبل. وإذا حدث ذلك، فقد تكون هذه نقطة تحول في القضية الكردية داخل تركيا والمنطقة بأسرها.
“إذا جاء هذا الإعلان من أوجلان، فقد تبدأ حقبة جديدة”، يضيف أولوك، مشيرًا إلى أهمية اللحظة.
لكن السؤال الذي يبقى مطروحًا، وفقًا لـ TV4، هو: هل هذه بداية سلام تاريخي، أم مجرد مناورة سياسية جديدة من أنقرة؟