لم ينتهِ الجدل حتى بعد موته.. كيف تفاعل العالم مع مقتل موميكا؟

مقتل سلوان موميكا. Bild: Stefan Jerrevång/TT, Johan Nilsson/TT (montage)

دال ميديا: انتشر خبر مقتل العراقي المثير للجدل، سلوان موميكا، و المعروف بلقب “حارق القرآن”، بسرعة كبيرة على مستوى العالم، حيث تصدر عناوين الأخبار في وسائل الإعلام الدولية، وأثار نقاشات محتدمة حول حرية التعبير، والتسامح الديني، وحدود الاحتجاجات في المجتمعات الغربية.

اهتمام عالمي ووسائل الإعلام تسلط الضوء على الحادث

مع تأكيد مقتل موميكا في شقته بمدينة سودرتاليا السويدية، مساء الأربعاء، حظي الحدث بتغطية مكثفة من قبل القنوات الإخبارية الدولية، وسط تساؤلات حول ملابسات الجريمة ودوافعها المحتملة.

ووفقًا لأولريكا بيرغستن، مراسلة الشؤون الأوروبية، فقد كان الحدث في صدارة الأخبار حول العالم، لكن التفاعل الأوسع والأعمق جاء من فرنسا، التي تعتبر قضية حرية التعبير وعلاقة الإسلام بالمجتمع العلماني من أكثر القضايا إثارة للجدل فيها.

وقالت بيرغستن:
“اليوم، تصدرت هذه القضية عناوين الصحف ونشرات الأخبار في العديد من الدول، لكن التفاعل الأبرز كان في فرنسا، حيث يتمحور الجدل حول العلاقة بين حرية التعبير والتعددية الدينية.”

فرنسا.. مركز الاهتمام والجدل المتزايد

تفاعل الإعلام الفرنسي بشكل خاص مع مقتل موميكا، نظرًا إلى أن فرنسا شهدت عدة هجمات واغتيالات على خلفية قضايا مرتبطة بحرية التعبير والإسلام. ويشير مراقبون إلى أن هذا الحادث يعيد إلى الأذهان اغتيال المدرس الفرنسي صامويل باتي عام 2020، الذي قُتل بعد عرضه رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد خلال درس عن حرية التعبير.

ففي فرنسا، لا تزال مسألة الحدود الفاصلة بين حرية التعبير واحترام الأديان تثير جدلًا حادًا، خاصة في ظل النظام العلماني الصارمالذي يفصل بين الدين والدولة، ويسمح بمساحات واسعة للتعبير، حتى لو كان استفزازيًا للبعض.

ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي

أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي نقاشات حادة عقب انتشار خبر مقتل موميكا. فقد امتلأت المنصات بتعليقات تتراوح بين الاحتفال بوفاته والتنديد باغتياله باعتباره اعتداءً على حرية التعبير.

البعض اعتبر مقتله “عدالة إلهية” بسبب إحراقه المتكرر للمصحف في الأماكن العامة، بينما رأى آخرون أن اغتياله يرسل رسالة خطيرة ضد حرية التعبير في أوروبا، ويعكس تزايد التوتر بين التعددية الثقافية والقيم الديمقراطية الغربية.

تحقيقات مستمرة.. هل كان الاغتيال مخططًا له؟

مع تصاعد الجدل، تواصل السلطات السويدية تحقيقاتها في ملابسات الجريمة، حيث تم اعتقال خمسة أشخاص حتى الآن، وسط تكهنات بأن الاغتيال قد يكون مرتبطًا بدوافع سياسية أو دينية.

وأفادت تقارير بأن جهاز الأمن السويدي (سابو) يتابع القضية عن كثب، حيث يُنظر إليها على أنها قد تشكل سابقة خطيرة في الصراع بين حرية التعبير والتوترات الدينية في أوروبا.

هل يصبح موميكا رمزًا في معركة حرية التعبير؟

في ظل التغطية الإعلامية المكثفة والمتابعة الدولية الواسعة، يظل السؤال الرئيسي:

  • هل سيصبح موميكا رمزًا جديدًا في النقاشات حول حرية التعبير وحقوق الأفراد في المجتمعات الغربية؟
  • أم أن مقتله سيزيد من التوترات ويؤدي إلى المزيد من العنف والاستقطاب داخل أوروبا؟

الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد تأثير هذه الحادثة على المشهد السياسي والاجتماعي، سواء في السويد أو على مستوى القارة الأوروبية ككل.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع