دال ميديا: في خطوة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة، أعلن الجيش السويدي عن إجراء اختبار واسع النطاق لقدرات التعبئة العسكرية، وذلك ضمن خطة تستهدف تعزيز الاستعدادات الدفاعية الوطنية في حال إعلان الحكومة عن حالة التأهب العسكري، نقلا عن التلفزيون السويدي SVT.
من المقرر أن تنطلق العملية، التي تحمل اسم “سانكت غوران”، في الفترة ما بين أبريل ومايو، حيث سيتم تحضير جميع القواعد العسكرية في السويد لاستقبال القوات في حالة التعبئة العامة. ووفقًا لقائد الجيش السويدي، جوني ليندفورس، فإن الهدف الرئيسي من هذه العملية هو ضمان سرعة وفعالية عمليات الانتشار العسكري في حال الطوارئ.
إعادة إحياء مفاهيم التعبئة العسكرية
في العقود الماضية، تلاشى التركيز على مفاهيم مثل “نقاط التجمع العسكري” و”مخازن التعبئة” التي كانت شائعة خلال الحرب الباردة. لكن مع تصاعد التهديدات الأمنية في أوروبا، ترى القوات المسلحة السويدية ضرورة إعادة تطوير قدراتها التعبوية والتأكد من جاهزية البنية التحتية العسكرية لاستقبال الجنود والعتاد العسكري بسرعة وفعالية.
تفاصيل العملية العسكرية “سانكت غوران”
تتضمن العملية استعدادات مكثفة تشمل تحريك المعدات العسكرية والأسلحة والملابس والآليات من المخازن المركزية إلى القواعد العسكرية المحددة مسبقًا. كما ستشهد العملية مشاركة جميع وحدات الجيش السويدي، بما في ذلك أفراد الخدمة الدائمة والمجندين، بهدف رفع الجاهزية وتقييم سرعة الاستجابة العسكرية عند الضرورة.
التعبئة العسكرية في حالات الطوارئ
يؤكد الجيش السويدي أن التعبئة العسكرية لا تحدث إلا بناءً على قرار حكومي يُتخذ عند وجود تهديد خطير للأمن القومي أو في حالة نشوب صراع عسكري. وحول أهداف العملية، يقول ليندفورس:
“ما نطمح إليه هو تحقيق نظام منظم وفعال، يمنح القادة العسكريين الثقة في استعداد القوات المسلحة، وأن الجميع يدركون أنهم قادرون على تنفيذ التعبئة بسرعة وكفاءة عند الحاجة.”
هل سيشعر المواطنون السويديون بتأثير العملية؟
وفقًا للقيادة العسكرية، فإن التمرين سيكون بعيدًا عن الأنظار العامة، ولن يؤثر بشكل ملحوظ على الحياة اليومية. ومع ذلك، قد يلاحظ المواطنون زيادة في حركة نقل المعدات العسكرية خلال فترات معينة من الاختبار.
اختبار رئيسي في ظل تصاعد التهديدات الأمنية
يأتي هذا الاختبار في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية في أوروبا، مما دفع السويد إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والانضمام إلى تحالفات عسكرية جديدة. ويُنظر إلى عملية “سانكت غوران” على أنها خطوة أساسية في رفع جاهزية الجيش السويدي واستعداده لمواجهة أي تهديدات محتملة.
بهذه الخطوة، تسعى السويد إلى إثبات قدرتها على تعبئة قواتها بسرعة وفعالية، وإرسال رسالة واضحة بأنها مستعدة للدفاع عن أمنها القومي بكل الوسائل المتاحة.