دال ميديا: تشهد السويد موجة جديدة من الامتعاض تجاه السياسة الأمريكية، حيث بدأ العديد من المواطنين بالتخلي عن المنتجات والخدمات الأمريكية في خطوة احتجاجية أطلق عليها البعض “إزالة السموم من أمريكا”، نقلا عن قناة tv4.
“لقد اكتفيت.. لا أريد دعمهم بعد الآن”
من بين هؤلاء هيلغي سكوجسرود، البالغ من العمر 49 عامًا من نورشوبينغ، والذي قرر إيقاف اشتراكه في نتفليكس، والتخلي عن مساعد جوجل في منزله، وحتى تغيير خططه للسفر من ميامي إلى تايلاند بمناسبة عيد ميلاده الخمسين.
يقول هيلغي في حديثه عن قراره:
“أشعر بإحباط كبير بسبب الجشع والغباء السياسي في الولايات المتحدة، وخصوصًا من ترامب وإدارته. لقد اكتفيت، لا أريد دعمهم ماليًا بعد الآن.”
مقاطعة تدريجية ولكنها صعبة
يقر هيلغي بأن مقاطعة المنتجات الأمريكية ليست بالأمر السهل، نظرًا للتداخل الكبير بين أوروبا وأمريكا في التكنولوجيا والاقتصاد.
يقول:
“عندما اتخذت قراري، أدركت مدى الترابط بيننا وبين الولايات المتحدة، ما يجعل الأمر صعبًا. لكنني أعتقد أنه الصواب.”
تتمثل أصعب مراحل هذه المقاطعة، وفقًا له، في الابتعاد عن الخدمات الرقمية الأمريكية. حيث بدأ بالفعل في البحث عن بدائل أوروبية لكل من خدمات التخزين السحابي والبريد الإلكتروني ومحركات البحث، مستعينًا بموقع “البدائل الأوروبية” (European Alternatives) الذي يسرد خيارات أوروبية لهذه الخدمات.
ويضيف:
“الموقع ساعدني كثيرًا، وعثرت عليه بالصدفة أثناء البحث.. أو بالأحرى أثناء “جوجلينغ” قبل أن أتوقف عن استخدام جوجل.”
تزايد الاهتمام بالبدائل الأوروبية
لم يكن هيلغي وحده في هذا التوجه، حيث لاحظ كونستانتين جراف، مؤسس موقع “البدائل الأوروبية”، ارتفاعًا هائلًا في عدد زوار منصته، من 50,000 زيارة شهريًا إلى 500,000 في فبراير وحده.
يقول جراف:
“الأمر كان صادمًا بصراحة، أتلقى الآن عشرات الرسائل والاقتراحات حول خدمات جديدة لإضافتها، لدرجة أنني لا أستطيع الرد على الجميع.”
هل ستؤثر المقاطعة على السياسات الأمريكية؟
بالنسبة لهيلغي، فإن هدفه الأساسي ليس التأثير المباشر على الإدارة الأمريكية، بل المساهمة في خلق رأي عام أوروبي أكثر وعيًا بأهمية الاستقلالية الاقتصادية والتكنولوجية عن أمريكا.
يقول:
“لا أعتقد أن ترامب سيهتم بمقاطعتي الشخصية، لكن إن بدأ المزيد من الناس بفعل الشيء نفسه، فقد يؤثر ذلك على الرأي العام الأمريكي، حيث تبقى الأموال هي التي تتحكم في النهاية.”
يبقى السؤال: هل ستصبح “إزالة السموم من أمريكا” حركة أوروبية واسعة النطاق، أم مجرد موجة احتجاج مؤقتة؟