دال ميديا: تشهد الكرونة السويدية أداءً لافتًا في أسواق الصرف العالمية، حيث صنفتها وكالة بلومبرغ كأقوى العملات بين مجموعة العشر الكبار (G10) منذ بداية عام 2025، متفوقة بذلك على عملات مثل الدولار الأمريكي واليورو.
وبحسب Bloombergs valutaindex، فقد انخفض سعر صرف الدولار مقابل الكرونة من 11.07 كرونة في بداية العام إلى 9.78 حاليًا، أي بانخفاض نسبته 13.2%.
و قالت شوقا أورمان، كبيرة الاقتصاديين في شركة SPP، في تصريح لقناة TV4، أن هذا التحول يعود إلى الاستقرار النسبي للاقتصاد السويدي في ظل اضطرابات التجارة العالمية، إلى جانب ثقة متزايدة من المستثمرين في قدرة السويد على التعافي والنمو.
“الدولار لم يعد الملاذ الآمن كما كان سابقًا. المستثمرون يبحثون عن عملات توفر استقرارًا وعائدًا جيدًا، والسويد تقدم ذلك الآن”.
الدولار يتراجع… والكرونة تكسب
تشير أورمان إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لصعود الكرونة يعود إلى التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة من جانب كل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، في حين لم تُصدر ريكس بانكن (البنك المركزي السويدي) أي إشارات واضحة عن خطوات مماثلة، ما يعزز جاذبية الكرونة لدى المستثمرين الباحثين عن أرباح من فروق أسعار الفائدة.
كما أن انخفاض مستوى الدين العام السويدي يسمح للحكومة بإجراء استثمارات مالية دون تهديد الاستقرار الاقتصادي، وهو ما يراه المستثمرون نقطة قوة إضافية.
مكاسب مباشرة للمستهلكين
الأثر الإيجابي لا يقتصر على الأسواق المالية فقط، بل يطال الاقتصاد الأسري أيضًا، حيث يؤدي تحسّن سعر صرف الكرونة إلى:
-
انخفاض تكلفة السلع المستوردة
-
انخفاض أسعار السفر إلى الخارج
-
فرصة لكبح جماح التضخم
“الأسر السويدية يمكن أن تشعر أخيرًا ببعض الارتياح، فمع ارتفاع الكرونة سيتراجع الضغط على الأسعار، وهو أمر في غاية الأهمية بعد سنوات من الارتفاع الحاد في كلفة المعيشة”، تضيف أورمان.
ولكن… الحذر واجب
رغم التفاؤل، تشير أورمان إلى أن الغموض لا يزال يلف مستقبل الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل التصعيد المستمر في الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية، مضيفة:
“من الصعب للغاية التنبؤ بكيف ستتطور الأمور خلال الشهرين القادمين. الكثير يعتمد على كيفية تأثير الرسوم الجمركية على أوروبا، وكيف ستتصرف البنوك المركزية حول العالم.”