ستوكهولم: شهد العام السياسي 2024 في السويد تقلبات كبيرة في شعبية الأحزاب، حيث خرجت أربعة أحزاب رابحة، بينما عانت أربعة أخرى من تراجع ملحوظ في دعم الناخبين. وفقًا لتحليل أجرته ديموسكوب ونقله الخبير السياسي يوهان مارتينسون، فإن حزب المعتدلين (M) كان الرابح الأكبر في الساحة السياسية، بينما تراجع حزبا الاشتراكيين الديمقراطيين (S) والديمقراطيين السويديين (SD) بشكل ملحوظ، وفقا لتقرير نشره موقع omni السويدي.
الخاسرون: ضربات قاسية لأكبر الأحزاب
- الاشتراكيون الديمقراطيون (S):
خسر الحزب الأكبر في السويد 3,6 نقطة مئوية من شعبيته، ليصل إلى 32,7%.
أرجع يوهان مارتينسون هذا التراجع إلى سلسلة من العثرات خلال العام، منها:- نتائج سيئة في انتخابات الاتحاد الأوروبي.
- فضيحة اليانصيب التي أثرت على سمعة الحزب.
- انخفاض شعبية زعيمة الحزب ماغدالينا أندرشون، التي كانت تُعتبر واحدة من أقوى الشخصيات السياسية في السويد.
- ديمقراطيو السويد (SD):
تراجع الحزب اليميني الشعبوي 2,9 نقطة مئوية ليصل إلى 20,4%.
وأشار مارتينسون إلى أن الحزب واجه عدة فضائح داخلية أثرت على ثقته بين الناخبين، مما جعله يفقد زخمه السياسي الذي كان قد اكتسبه في السنوات الأخيرة. - الديمقراطيون المسيحيون (KD):
على الرغم من زيادة طفيفة بنسبة 1,0 نقطة مئوية، إلا أن الحزب لا يزال يكافح للحفاظ على مكانته، حيث بلغ دعمه 3,7% فقط. - الليبراليون (L):
ارتفع دعم الحزب بنسبة 0,3 نقطة مئوية ليصل إلى 3,1%. ومع ذلك، فإن الحزب يواجه صعوبة في كسب دعم جديد، مما يجعله في وضع سياسي هش.
الرابحون: المعتدلون يقودون التقدم
- المعتدلون (M):
كان حزب المعتدلين الرابح الأكبر هذا العام، حيث ارتفعت شعبيته بمقدار 2,3 نقطة مئوية ليصل إلى 19%.
وأوضح مارتينسون أن هذا التقدم يُعد ظاهرة نادرة لحزب حاكم في أول عامين من ولايته، حيث غالبًا ما تفقد الحكومات الشعبية خلال هذه الفترة.
وصف مارتينسون هذا التقدم بأنه:
“إشارة قوة للمستقبل، تعكس قدرة الحزب على استعادة ثقة الناخبين حتى أثناء تحمل مسؤولية الحكم.” - حزب البيئة (MP):
ارتفع دعم الحزب بنسبة 1,4 نقطة مئوية ليصل إلى 6,3%، مستفيدًا من تصاعد الاهتمام بالقضايا البيئية عالميًا ومحليًا. - حزب الوسط (C):
سجل الحزب زيادة بنسبة 1,1 نقطة مئوية، ما رفع دعمه إلى 5,0%، وهو مؤشر على استعادة جزء من القاعدة الشعبية التي خسرها في السنوات الماضية. - حزب اليسار (V):
رغم الزيادة الطفيفة بنسبة 0,1 نقطة مئوية، إلا أن الحزب حافظ على مكانته عند 7,9%، مما يعكس استقرار دعمه بين قاعدته التقليدية.
النتائج بالأرقام
- الاشتراكيون الديمقراطيون (S): 32,7% (-3,6)
- الديمقراطيون السويديون (SD): 20,4% (-2,9)
- المعتدلون (M): 19,0% (+2,3)
- حزب اليسار (V): 7,9% (+0,1)
- حزب البيئة (MP): 6,3% (+1,4)
- حزب الوسط (C): 5,0% (+1,1)
- الديمقراطيون المسيحيون (KD): 3,7% (+1,0)
- الليبراليون (L): 3,1% (+0,3)
تحليل سياسي شامل
يعكس المشهد السياسي في السويد لعام 2024 تغيرات واضحة في ديناميكيات الدعم الشعبي. بينما تُظهر نتائج حزب المعتدلين أن الناخبين قد يثقون في قدرته على الحكم، فإن التحديات التي تواجهها الأحزاب الكبرى مثل الاشتراكيين والديمقراطيين السويديين تُبرز الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم السياسية لاستعادة ثقة الناخبين.