الرئيس السوري الانتقالي: لا محاصصة في المناصب والكفاءة هي المعيار.. والانتخابات الرئاسية بعد 5 سنوات

الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع. © Syrian Transitional Government photo via AFP

دال ميديا: في أول ظهور إعلامي له بعد توليه رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أنه يسعى لتجنب المحاصصة في توزيع المناصب، مشددًا على أن الكفاءة ستكون المعيار الأساسي في اختيار المسؤولين. جاءت تصريحاته خلال مقابلة مع تلفزيون “سوريا”، حيث تطرق إلى أبرز القضايا السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد بعد سقوط نظام الأسد.

وحدة سوريا والتفاوض مع “قسد”

أكد الشرع أن جميع الأطراف السياسية متفقة على وحدة سوريا، رافضًا أي محاولة لانقسام أو انفصال أي جزء من أراضيها. وكشف عن وجود مفاوضات جارية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لحل ملف شمال شرق سوريا، مشيرًا إلى أن “قسد” أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة، لكن لا تزال هناك خلافات حول بعض التفاصيل.

وأوضح الرئيس الانتقالي أن مسألة تشكيل الأحزاب السياسية في سوريا لا تزال بحاجة إلى إطار قانوني واضح، مشيرًا إلى أن الحكومة الجديدة ستعتمد على الكفاءات الفردية في الوقت الحالي، مع وعود بمشاركة الكفاءات العالية في الحكومة القادمة.

الانتخابات الرئاسية قد تستغرق 5 سنوات

وعن مستقبل العملية السياسية، كشف الشرع أن الفترة المطلوبة للوصول إلى انتخابات رئاسية قد تمتد بين 4 إلى 5 سنوات، مشيرًا إلى أن الأولويات الحالية تتركز على ضبط الأمن وحصر السلاح في يد الدولة لضمان استقرار البلاد.

وأضاف أن سوريا وصلت إلى “بر الأمان” من حيث السلم الأهلي، وأن الدولة تشكل ضمانة حقيقية لجميع الطوائف، مع تراجع ملحوظ في الحوادث الفردية الأمنية، مما يعزز الاستقرار في البلاد.

الإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد

فيما يتعلق بالاقتصاد السوري، أكد الرئيس الانتقالي أن العمل جارٍ على تشكيل فريق اقتصادي يضم خبرات رفيعة المستوى، لوضع سياسات جديدة تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد السوري والتخلص من الفساد الذي أضعف النمو الاقتصادي على مدى العقود الماضية.

وأشار الشرع إلى أهمية تبني نموذج الاقتصاد الحر وتشجيع الاستثمار كوسيلة لخلق فرص عمل جديدة، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل على توفير بيئة استثمارية مناسبة مع قوانين تدعم التنمية الاقتصادية.

إسقاط الأسد.. معركة مدروسة استمرت 5 سنوات

وتحدث الشرع عن المرحلة الأخيرة من المواجهة مع النظام السابق، موضحًا أن معركة إسقاط نظام الأسد، التي استغرقت 11 يومًا، لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت بعد تخطيط دقيق استمر لمدة خمس سنوات في إدلب. وأكد أن توحيد الفصائل المسلحة واستيعاب القوى المختلفة كان جزءًا أساسيًا من هذا التخطيط.

وأضاف أن النظام كان على علم بوجود تحضيرات لمعركة “ردع العدوان”، وكان قد حشد كل إمكانياته لمواجهتها. وأوضح أن بعض الجهات نصحته بعدم فتح المعركة، خشية تكرار سيناريو غزة في إدلب، لكن القيادة الانتقالية قررت المضي قدمًا في المواجهة.

شهران من التواصل مع المجتمع والمغتربين

وأشار الشرع إلى أن القيادة الانتقالية عملت خلال الشهرين الماضيين على لقاء مختلف شرائح المجتمع داخل البلاد، بالإضافة إلى التواصل مع المغتربين في الخارج، بهدف الاستماع إلى وجهات نظرهم والاستفادة من خبراتهم في رسم مستقبل سوريا الجديدة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن سوريا تمتلك الموارد والخبرات البشرية اللازمة للنهوض من جديد، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات جادة نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي، مع التركيز على تحقيق الاستقرار وتعزيز سيادة الدولة على كامل أراضيها.

المزيد من المواضيع