دال ميديا: شهد العالم في ديسمبر 2024 سقوط نظام بشار الأسد، وهو حدث تاريخي قلب موازين الأمور على الأرض، ليس فقط داخل سوريا، بل امتد تأثيره ليصل إلى السوريين في الشتات، وخاصة في السويد التي تحتضن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. ومع هذه التطورات، برزت تساؤلات حول مستقبل هؤلاء اللاجئين في ضوء التغيرات السياسية في سوريا.
إجراءات السويد بعد سقوط النظام أعلنت مصلحة الهجرة السويدية عن حزمة من الإجراءات الطارئة لمواكبة التطورات الجديدة، حيث قررت تعليق البت في طلبات الحماية المقدمة من السوريين. كما أعلنت عن وقف تنفيذ قرارات الترحيل إلى سوريا بشكل مؤقت، مشيرة إلى أن الوضع هناك لا يزال قيد التقييم لتحديد مدى استمرارية حاجة اللاجئين للحماية، وفقًا لما ورد على الموقع الرسمي لمصلحة الهجرة السويدية.
إعادة تقييم تصاريح الإقامة مع تغيّر الظروف في سوريا، تعمل السلطات السويدية على مراجعة ملفات اللاجئين لتحديد ما إذا كانت الحاجة إلى الحماية ما زالت قائمة. وبحسب مصلحة الهجرة السويدية، قد يؤدي هذا إلى إلغاء تصاريح الإقامة لبعض الأفراد إذا ثبت أن سوريا أصبحت “آمنة” للعودة. مثل هذه الحالات تعتمد على تقييم فردي لكل لاجئ، كما أكدت مصلحة الهجرة في بيانها الرسمي المنشور على موقعها الإلكتروني.
المخاوف من العودة الطوعية فيما يعرب بعض السوريين في السويد عن رغبتهم في زيارة وطنهم الأم لرؤية أسرهم أو تقييم الأوضاع على الأرض، حذرت منظمات حقوقية من أن مثل هذه الزيارات قد تؤدي إلى فقدان اللاجئ وضعه القانوني في السويد. هذه المخاوف تتماشى مع ما نقلته صحيفة “داغنز نيهيتر”، التي أشارت إلى أن السلطات قد تعتبر الزيارة دليلاً على عدم وجود تهديد حقيقي على اللاجئ، مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم وضعه القانوني.
السياسة السويدية تحت المجهر شهدت الساحة السياسية السويدية نقاشًا محتدمًا حول مستقبل السوريين في البلاد. فقد دعا حزب الديمقراطيين السويديين إلى مراجعة شاملة لسياسات اللجوء الحالية، مشيرًا إلى ضرورة التركيز على عودة اللاجئين بعد استقرار الوضع في سوريا. في المقابل، أعربت أحزاب أخرى ومنظمات إنسانية عن قلقها من اتخاذ قرارات متسرعة قد تعرض حياة اللاجئين للخطر، بحسب تقرير نشرته صحيفة “إكسبرسن” السويدية.
خطط العودة الطوعية تعمل الحكومة السويدية على تطوير برامج دعم العودة الطوعية للسوريين الراغبين في الرجوع إلى بلادهم. تشمل هذه البرامج تقديم مساعدات مالية ودعم لوجستي لضمان اندماج العائدين في المجتمع السوري. وبحسب بيان نشرته مصلحة الهجرة السويدية، فإن هذه البرامج تهدف إلى ضمان أن تكون العودة طوعية بالكامل وخالية من الضغوط.
اللاجئون السوريون بين الأمل والخوف بينما يرحب البعض بفكرة العودة إلى وطن مستقر، يظل آخرون قلقين من فقدان حقوقهم القانونية في السويد. سقوط نظام الأسد قد يمثل فرصة لعودة اللاجئين، لكنه في الوقت نفسه يضعهم أمام مفترق طرق، حيث ستعتمد القرارات القادمة على مزيج من التقييمات السياسية والأمنية.
ملاحظة: هذا التقرير تم إعداده استنادًا إلى بيانات رسمية من مصلحة الهجرة السويدية، وتقارير صحفية من “داغنز نيهيتر” و”إكسبرسن”، إضافة إلى تصريحات من الحكومة السويدية.