دال ميديا: شهد العالم عطلة نهاية أسبوع سياسية وأمنية مشحونة، انطلقت بأزمة في البيت الأبيض، وانتهت بلقاء قادة حلف الناتو في لندن لمناقشة سبل ضمان السلام والأمن في أوكرانيا، في ظل غموض يحيط بموقف الولايات المتحدة المستقبلي من الدعم العسكري لكييف.
يرى الدبلوماسي السويدي المخضرم يان إلياسون، النائب السابق للأمين العام للأمم المتحدة، أن هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية قد تحدد مستقبل الصراع في أوكرانيا بعد هذا الاجتماع.
السيناريو الأول: استمرار الحرب دون أفق للحل
يعتقد إلياسون أن الاحتمال الأول والأكثر واقعية هو استمرار الحرب، مع بقاء الأوضاع كما هي دون إمكانية التوصل إلى تسوية بين موسكو وكييف.
“إذا لم تتوافق مواقف الطرفين، فإن الحرب ستستمر في المناطق التي شهدت القتال لفترة طويلة، دون تغييرات حاسمة”، كما أوضح في مقابلة على قناة tv4.
ويرى إلياسون أن هذا السيناريو قد يتحقق إذا رفضت الحكومة الأوكرانية أي اتفاقية سلام تُفرض بشروط روسية، خصوصًا في ظل الغموض بشأن دور الولايات المتحدة المستقبلي في دعم أوكرانيا.
السيناريو الثاني: تسوية أمنية مقبولة لأوكرانيا
السيناريو الثاني يتمثل في اتفاق أمني يضمن سلامة أوكرانيا، مدعومًا بتعهدات أمنية قوية من قبل الدول الأوروبية، مثل فرنسا، ألمانيا، بولندا، دول الشمال الأوروبي، دول البلطيق والمملكة المتحدة.
يعتقد إلياسون أن هذا السيناريو هو الأكثر استقرارًا، إذ يمنح أوكرانيا ضمانات بعدم تكرار الغزو الروسي مستقبلاً، لكنه يعتمد بشكل أساسي على مستوى الدعم العسكري والدبلوماسي الذي ستقدمه الدول الأوروبية، خاصة إذا انسحبت الولايات المتحدة من المشهد.
السيناريو الثالث: سلام قسري يفرضه الروس بدعم أمريكي
أما السيناريو الأسوأ، بحسب إلياسون، فهو فرض اتفاق سلام غير عادل على أوكرانيا، يتم بمباركة أمريكية، بحيث تقبل كييف بتنازلات ضخمة تحت ضغط سياسي دولي.
“إذا تم فرض سلام غير عادل، وخاصة بشروط روسية، فسيكون ذلك كارثيًا ليس فقط على أوكرانيا، بل على أوروبا بأكملها”، وفقًا لإلياسون.
يحذر إلياسون من أن أي اتفاق غير متوازن قد يكون بمثابة قنبلة موقوتة تؤدي إلى صراعات مستقبلية، مشيرًا إلى أن التاريخ مليء بأمثلة على اتفاقيات سلام هشة انتهت بحروب جديدة.
بين السلام والحرب.. ما هو المستقبل المنتظر؟
مع استمرار حالة عدم اليقين السياسي والعسكري، تبدو الخيارات المتاحة معقدة وتخضع لعوامل دولية متعددة، بما في ذلك موقف واشنطن النهائي من النزاع.
ويبقى السؤال الأهم: هل يتجه العالم نحو سلام دائم في أوكرانيا، أم أن الحرب ستظل مستعرة لسنوات قادمة؟
