دال ميديا: في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته مقاضاة الكُتاب ودور النشر ووسائل الإعلام، زاعمًا أنهم يستخدمون مصادر مجهولة غير موجودة لتشويه صورته. وجاءت تصريحاته عبر منصته الخاصة “تروث سوشال”، حيث كتب:
“سأقاضي هؤلاء الكتاب غير النزيهين، ودور النشر، وحتى وسائل الإعلام عمومًا، لأنهم يختلقون المصادر… يجب أن يدفعوا ثمن ذلك!”
حرب ترامب على الإعلام تتصاعد
لم يكن هذا التصريح معزولًا عن السياق السياسي الحالي. فقد تعرض ترامب مؤخرًا لهجوم إعلامي حاد بسبب خططه الاقتصادية، خصوصًا فيما يتعلق بسياسة الرسوم الجمركية. بالإضافة إلى ذلك، جاء تهديده عقب دفع شبكة ABC مبلغ 15 مليون دولار كتعويض بسبب تصريحات وصفت ترامب بأنه “مدان بالاغتصاب”.
المحلل السياسي أندرياس أوترستروم أشار في تصريح، بحسب ما نقلته قناة tv4، إلى أن ترامب يستخدم تهديدات التقاضي كأداة ضغط قديمة، حيث قال:
“ترامب لديه تاريخ طويل في استخدام التهديد بالمقاضاة كوسيلة لإخافة خصومه، سواء في مجال الأعمال أو السياسة.”
هل يستطيع ترامب فعليًا مقاضاة الإعلام؟
قانونيًا، من الصعب على ترامب رفع دعوى قضائية ضد وسائل الإعلام فقط لأنها استخدمت مصادر مجهولة، إلا أن تهديداته قد تترك تأثيرًا نفسيًا قويًا على الصحافة، خصوصًا على المؤسسات الإعلامية الصغيرة التي لا تملك القدرة المالية لمواجهة دعاوى قضائية مكلفة.
أوترستروم أوضح ذلك بقوله:
“إذا كنت محطة تلفزيونية كبرى، فلديك الموارد لمواجهة هذه التهديدات، ولكن إذا كنت صحيفة محلية في كنتاكي تحاول التحقيق في سياسات ترامب، فقد تخشى النشر تحت تهديد دائم بالملاحقة القضائية.”
ترامب وأنصاره.. المعركة مستمرة
يبدو أن هذه الخطوة تتماشى مع الخطاب التقليدي لترامب، الذي يصور نفسه كمدافع عن الشعب ضد “الإعلام النخبوي المتحيز”. ووفقًا للمحللين، فإن أنصاره سيستقبلون هذا التهديد بحماسة، معتبرين أن ترامب يخوض معركة لحمايتهم من “الأجندات السرية للإعلام”.
أوترستروم اختتم تحليله بالقول:
“بالنسبة لأنصاره، فإن موقفه يبدو منطقيًا تمامًا – يجب ألا يفلت الإعلام من العقاب على ما يعتبرونه أجندة خفية ضده.”
مع اقتراب الانتخابات، يبدو أن ترامب مصمم على تكثيف حربه ضد وسائل الإعلام، فهل ستكون تهديداته مجرد مناورة انتخابية، أم أنها ستتحول إلى حرب قانونية حقيقية؟
