أنقرة تسعى لتعزيز موقعها: طلب رسمي لتعاون عسكري مع إسرائيل في سوريا

تركيا وإسرائيل في سوريا. © Kemal Aslan/AFP/Getty Images

دال ميديا: كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن تركيا أرسلت رسائل إلى إسرائيل تطلب من خلالها إنشاء آلية تنسيق عسكري في سوريا، مشابهة للتنسيق السابق بين روسيا وإسرائيل، وذلك في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد ودخول تركيا مرحلة جديدة في استراتيجيتها السورية.

التنسيق الإسرائيلي الروسي في سوريا: تجربة سابقة

قبل التدخل الروسي في سوريا عام 2015، أقامت إسرائيل وروسيا آلية تنسيق عسكري لضمان تجنب الاشتباكات المباشرة بين قواتهما. تضمنت هذه الآلية:

  1. حرية العمل الإسرائيلي لمنع نقل أسلحة إلى حزب الله.
  2. حماية الحدود مع الجولان، وحق توجيه ضربات استباقية ضد التهديدات.
  3. منع إدخال أسلحة روسية متطورة تغير ميزان القوى العسكري.
  4. احتواء النفوذ الإيراني في سوريا.

تم هذا التنسيق من خلال خط ساخن مباشر بين الكرملين ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إضافة إلى اتصالات منتظمة بين المستويات الأمنية العليا وقنوات تكتيكية بين قاعدة حميميم الروسية والاستخبارات الإسرائيلية.

الدور التركي الجديد في سوريا

مع سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري، بدأت تركيا في التحرك لتأمين دورها في سوريا ما بعد الأسد. وقد لعبت أنقرة خلال السنوات الماضية دورًا رئيسيًا في دعم المعارضة المسلحة، عبر تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حكومته ستساهم في إعادة إعمار سوريا وتشغيل المؤسسات العامة. وقال أردوغان في تصريحاته الأخيرة:
“لقد أدينا واجب الأخوة تجاه السوريين على مدى 13 عامًا، وساعدنا المظلومين، ونجحنا في امتحان الإنسانية.”

آلية التنسيق التركية الإسرائيلية المقترحة

تسعى تركيا الآن إلى إقامة آلية تنسيق عسكري مع إسرائيل مشابهة لتلك التي كانت قائمة مع روسيا. وتهدف هذه الآلية إلى:

  1. تجنب أي اشتباكات عسكرية مباشرة بين تركيا وإسرائيل في سوريا.
  2. ضمان التعاون في قضايا أمنية حساسة تشمل الحدود والتواجد الإيراني.
  3. تسهيل التحركات العسكرية والتنسيق الاستخباراتي.

الخطط التركية لإعادة الإعمار

أعطى الرئيس أردوغان تعليمات واضحة للوزراء لتقديم الدعم في إعادة إعمار سوريا، حيث ستتولى كل وزارة تقديم خبراتها في مجالها لتشغيل المؤسسات والمنظمات العامة. ويأتي هذا التحرك ضمن استراتيجية تركيا لتعزيز نفوذها في سوريا بعد سقوط النظام البعثي.

التحديات الإقليمية المقبلة

يثير التحرك التركي تساؤلات حول كيفية استجابة الأطراف الأخرى، بما في ذلك إيران، التي تسعى للحفاظ على نفوذها في سوريا، وروسيا، التي قد تعيد تقييم دورها في المنطقة. كما أن إسرائيل، التي لطالما ركزت على احتواء التهديدات الإيرانية، قد ترى في التعاون مع تركيا فرصة لتحقيق أهدافها الأمنية.

المزيد من المواضيع