حين شعرت فنلندا بالخيانة: 30 عامًا من الشراكة الأوروبية .. هل تلتئم جراح الخيانة السويدية لفنلندا؟

خيانة السويد لفنلندا عندما انضمت الى الاتحاد الأوروبي من دون علمها. Bild: Mikael Bobacka

دال ميديا: في الأول من يناير 2025، تحتفل السويد وفنلندا بمرور 30 عامًا على انضمامهما المشترك إلى الاتحاد الأوروبي. ورغم عمق العلاقة الحالية التي توصف بأنها أقوى من أي وقت مضى، إلا أن ذكرى “الخيانة السويدية” التي شعرت بها فنلندا أثناء سعيها للعضوية لا تزال حاضرة.

السويد تتحرك بمفردها

تعود جذور الخلاف إلى أكتوبر 1990 عندما أعلن رئيس الوزراء السويدي آنذاك، إنغفار كارلسون، نية السويد التقدم لعضوية الاتحاد الأوروبي دون إعلام فنلندا مسبقًا. في ذلك الوقت، كان الرئيس الفنلندي ماونو كويفيستو في زيارة خارجية، مما ترك فنلندا تشعر بأنها تم تجاهلها.

أوضح المؤرخ السويدي هنريك ميناندر أن “فنلندا، رغم معرفتها المسبقة بخطط السويد، شعرت وكأنها الأخ الأصغر المهمل في العلاقة”. كان الأمر أكثر تعقيدًا بالنسبة لفنلندا، حيث كانت لا تزال ملتزمة باتفاقية VSB التي جعلتها جزءًا من دائرة النفوذ السوفيتي، ما جعل خطواتها نحو الغرب محفوفة بالمخاطر الأمنية.

الأمن قبل التجارة

بينما ركزت السويد على التجارة كدافع رئيسي لعضوية الاتحاد الأوروبي، كانت فنلندا تعاني من تداعيات الحرب الباردة وتحركاتها كانت مرتبطة بالأمن القومي. بحسب البروفيسور يوهان سترانغ من جامعة هلسنكي:
“لم تكن فنلندا تستطيع الانضمام إلى أي تحالف دون موافقة الاتحاد السوفيتي، لكنها أيضًا لم تكن تستطيع البقاء خارج أي خطوة تخطوها السويد.”

فنلندا تلحق بالركب

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وإلغاء اتفاقية VSB في عام 1992، تمكنت فنلندا من التقدم بطلب عضوية الاتحاد الأوروبي، وانضمت جنبًا إلى جنب مع السويد في عام 1995.

ورغم أن العلاقة بين البلدين كانت قوية، إلا أن ذكرى هذا الحدث لا تزال عالقة في الذاكرة السياسية الفنلندية. خلال عملية الانضمام إلى الناتو، حرصت فنلندا على إبقاء السويد على اطلاع بكل خطوة، رغم أنها سبقتها في العضوية بسبب تعقيدات مع تركيا والمجر.

نحو مستقبل مشترك؟

يصف الباحثون العلاقة الحالية بين السويد وفنلندا بأنها تجاوزت تلك اللحظة من “الخيانة”. يقول الوزير الفنلندي لشؤون الاتحاد الأوروبي يواكيم ستراند:
“لقد كانت فترة حساسة للغاية بالنسبة لنا لاتخاذ خطوات نحو الغرب بشكل كامل، وأي خلاف بسيط حينها بدا كبيرًا للغاية.”

لكن مع ذلك، يحذر الباحثون من أن التاريخ قد يعيد نفسه إذا لم تُعالج أي توترات مستقبلية بين البلدين.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع