دال ميديا: أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف تمويل عدد من وسائل الإعلام الدولية الممولة من الحكومة الأميركية موجة جدل واسعة، وسط إشادة من خصوم الولايات المتحدة في روسيا والصين، وتحذيرات داخلية من إسكات مؤسسات إعلامية طالما مثّلت منارات للديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم.
في أمر رئاسي أصدره الأسبوع الماضي، أمر ترامب بمراجعة تمويلات سبع وكالات فدرالية، تمهيدًا لـ”إلغائها إلى أقصى حد ممكن قانونيًا”، كما جاء في نص القرار. وشملت القائمة “وكالة الإعلام الأميركية العالمية” (USAGM)، وهي الجهة المسؤولة عن تمويل قنوات شهيرة مثل “صوت أميركا”، “راديو أوروبا الحرة/راديو الحرية”، و”راديو آسيا الحرة”.
آلاف الموظفين خارج الخدمة
ونتج عن القرار تجميد عمل مئات الموظفين، حيث أعلن مدير “صوت أميركا”، مايكل أبراموفيتز، أن نحو 1,300 من الصحفيين والعاملين تم سحبهم من مهامهم مؤقتًا، قائلًا:
“أنا حزين بشدة لأن صوت أميركا يُسكت لأول مرة منذ 83 عامًا”.
أصوات غاضبة: “هدية لموسكو وطهران وبكين”
رئيس “راديو أوروبا الحرة/راديو الحرية”، ستيفن كابوس، اعتبر القرار بمثابة “هدية لأعداء الولايات المتحدة”، محذرًا من أن أكثر من 50 مليون شخص في بلدان مغلقة ومحرومة من حرية التعبير سيفقدون نافذتهم الوحيدة على العالم.
وقال كابوس:
“آيات الله في إيران، وقادة الصين الشيوعيون، والمستبدون في موسكو ومينسك يحتفلون بسقوط هذه المنارات الإعلامية بعد 75 عامًا من البث”.
احتفال في روسيا والصين
وبالفعل، قوبل القرار بترحيب واسع من وسائل الإعلام الرسمية في روسيا والصين. ففي موسكو، هنأ المروج الدعائي فلاديمير سولوفيوف زملاءه في قناتي RT وسبوتنيك، وذهب إلى حد التحريض ضد الصحفيين قائلًا:
“اليوم عيدٌ لنا لأن ترامب أغلق صوت أميركا وراديو ليبرتي. موتوا أيها الخونة، أنتم كاذبون ومقززون”.
أما في بكين، فقد وصفت وسائل الإعلام الحكومية “صوت أميركا” بأنها “مصنع أكاذيب”، متهمةً إياها بنشر أخبار ملفقة عن الصين.
الاتحاد الأوروبي: “فقدان لصوت الحقيقة”
في المقابل، أعربت قادة الاتحاد الأوروبي عن أسفهم العميق للقرار. ووصفت وزيرة خارجية الاتحاد، كايا كالاس، إذاعة “راديو الحرية” بأنها “منارة الديمقراطية” التي كانت مصدرًا مهمًا للمعلومات خلال الحرب الباردة.
خلفية القرار
تأسست هذه الوسائل الإعلامية في زمن الحرب الباردة لمواجهة البروباغندا السوفييتية وتقديم أخبار محايدة للعالم. ومع انسحاب الولايات المتحدة من دعم هذه المؤسسات، يقول مراقبون إن توازن القوى الإعلامية الدولية قد يتأثر بشكل كبير لصالح الأنظمة الاستبدادية.