دال ميديا: تشير التقارير إلى أن معظم الأطفال في السويد لا يتمكنون من أداء أبسط الحركات الرياضية، مثل الكُلّب (الكَرَة) أو التدحرج، في وقت يتبع فيه 3% فقط من الأطفال التوصيات الصحية الرسمية المتعلقة بالغذاء والنشاط البدني. هذه الأرقام المقلقة دفعت الجمعيات الرياضية في بعض المناطق، مثل فيكساترا في ستوكهولم، إلى اتخاذ خطوات جدية لتعزيز اللياقة البدنية للأطفال من سن مبكرة، عبر التركيز على تمارين الجمباز وتقوية المهارات الحركية الأساسية.
يؤكد يوناس شيركاني، رئيس نادي Fisksätra IF الرياضي، أن هذه المشكلة أكثر انتشارًا في المناطق ذات التحديات الاقتصادية، حيث لا تتاح للأطفال فرص كافية لممارسة الرياضة. ومع توافر منح خاصة، أطلق النادي قسمًا جديدًا للجمباز بهدف تشجيع الأسر على تسجيل أطفالهم.
وأضاف شيركاني:
“نرى العديد من الأطفال غير معتادين على الحركة واللعب، بل يبدو عليهم عدم الارتياح عند الجري أو أداء التمارين الأساسية. كلما شجعنا الأطفال على النشاط مبكرًا، سهلنا عليهم مستقبلًا الانخراط في أسلوب حياة صحي”.
الجمباز كحل لتعزيز اللياقة البدنية
في صالة Fisksätra Multihall، يتدرب الأطفال يوميًا على تمارين الجمباز الأساسية مثل الدوران والقفزات والتوازن. وتوضح المدربة ياسمين مشاتر أن هذه التمارين ضرورية للحفاظ على صحة الأطفال على المدى الطويل، قائلة:
“لدينا جسم واحد فقط، ويجب أن نحافظ عليه مدى الحياة. بناء المهارات الحركية الأساسية منذ الصغر أمر بالغ الأهمية”.
أما بالنسبة للطفل أوليفر باولين لوندبيرغ (9 سنوات)، فقد لاحظ بنفسه تطورًا ملحوظًا في قدراته بعد أسابيع قليلة من التدريبات، حيث يقول:
“في البداية كنت أعتمد على يديّ عند محاولة التدحرج، أما الآن فأتمكن من أداء الحركات بسهولة. أشعر بأنني أصبحت أقوى وأكثر مرونة”.
نجاح المبادرة واهتمام متزايد
تحظى هذه المبادرة بدعم من اتحاد الجمباز السويدي من خلال مشروع Idrottsklivet، الذي يهدف إلى تعزيز النشاط الرياضي في المناطق التي تصنفها الشرطة السويدية بأنها “معرضة للخطر”. وقد شهد المشروع ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الأطفال المشاركين، حيث تضاعف أو تضاعف ثلاث مرات في بعض المناطق، وفقًا لما أكدته جوانا هيدغورد، المسؤولة عن تطوير الأنشطة في اتحاد الجمباز السويدي.
وقالت هيدغورد:
“الاهتمام كبير جدًا، نرى إقبالًا متزايدًا على الجمباز في العديد من الأحياء، وهذا مؤشر إيجابي على أهمية المبادرة وتأثيرها”.
في ظل التحذيرات المتزايدة من ارتفاع نسبة السُمنة والخمول بين الأطفال في السويد، قد تكون هذه المبادرات هي الحل لإنقاذ جيل المستقبل من العواقب الصحية المرتبطة بعدم ممارسة الرياضة.
المصدر: tv4