دال ميديا: تشهد السويد ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات الإخلاء، حيث سجلت الأرقام الجديدة من مصلحة تحصيل الديون السويدية (Kronofogden)أعلى نسبة منذ 17 عامًا. وفقًا للإحصاءات الرسمية، بلغ إجمالي حالات الإخلاء التي تم تنفيذها خلال عام 2024 حوالي 3042 حالة، بزيادة قدرها 274 حالة مقارنة بالعام السابق، مما يعكس أزمة اقتصادية متفاقمة تضغط بشدة على العائلات ذات الدخل المحدود.
أزمة إنسانية خانقة
أحد الجوانب الأكثر مأساوية لهذا الوضع هو أن 711 طفلًا تأثروا بعمليات الإخلاء، وهو رقم أعلى من عام 2023 عندما كان عدد الأطفال المتضررين 674. هذه الأرقام تشمل الأطفال الذين كانوا يقيمون بشكل دائم مع الأسر التي فقدت منازلها، بالإضافة إلى الأطفال الذين يتنقلون بين منازل والديهم المنفصلين.
يصف يوناس فيلستراند (Jonas Wihlstrand)، الأمين العام لمنظمة “ستادسميسيونين” (Sveriges Stadsmissioner)، هذه الأوضاع بأنها “كارثية”، مشيرًا إلى أن العائلات تفعل المستحيل من أجل الحفاظ على مساكنها قبل الوصول إلى مرحلة الإخلاء.
ويقول فيلستراند في مقابلة مع برنامج “Nyhetsmorgon” على قناة TV4:
“إنها وضعية مروعة لكثير من الناس. نعلم جميعًا أن الإيجار هو آخر شيء يتم التخلف عن دفعه. العائلات تأخذ قروضًا صغيرة (SMS-lån)، وتحاول بأي وسيلة البقاء في منازلها. لكن عندما تنهار الأوضاع، يكون الأمر بمثابة زلزال يضرب حياتهم بالكامل.”
الأزمة الاقتصادية في قلب المشكلة
تعتقد غونيلا سفالبورغ ماغنوسون (Gunilla Svalborg Magnusson)، مفتشة لدى مصلحة جباية الديون، أن السبب الرئيسي لزيادة الإخلاءات في السويد يعود إلى التدهور الاقتصادي خلال العامين الماضيين، حيث لم تعد دخول الأسر كافية لتغطية الإيجارات في ظل ارتفاع الأسعار والفوائد البنكية.
وتضيف:
“لقد رأينا بوضوح أن الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للإخلاء هم أشخاص كانوا يكافحون لفترة طويلة من أجل تدبر أمورهم المالية. الوضع أصبح أصعب مما كان عليه في الماضي، مما يضع العديد من الأسر تحت ضغط هائل.”
الأطفال يدفعون الثمن الأكبر
تعتبر العواقب النفسية والاجتماعية للإخلاءات شديدة التأثير على الأطفال. ففقدان المسكن لا يعني فقط تغيير العنوان، بل يؤدي غالبًا إلى انقطاع الأطفال عن مدارسهم، فقدان الاستقرار النفسي، وصعوبة تكوين صداقات جديدة.
يشير فيلستراند إلى أن الدراسات أثبتت أن تجربة الإخلاء في الصغر تزيد من خطر الوقوع في الفقر والتشرد في المستقبل.
ويضيف:
“التجارب المبكرة للطفل تشكل حياته بالكامل. لقد التقيت بالكثير من البالغين الذين مروا بالإخلاء في طفولتهم، وغالبًا ما وجدوا أنفسهم في نفس الوضعية عندما كبروا. من المهم أن نجد حلولًا جذرية لهذه المشكلة.”
إجراءات وقائية لتجنب الإخلاءات
من أجل مواجهة هذا التحدي، تعمل البلديات والشركات العقارية على إيجاد حلول بديلة للعائلات المهددة بفقدان منازلها، وذلك من خلال التعاون مع مصلحة جباية الديون.
وتوضح غونيلا سفالبورغ ماغنوسون:
“نحاول إيجاد حلول مبكرة، مثل منح الأسر المتعثرة شققًا بإيجارات أقل، أو وضع خطط سداد مرنة لتسوية الديون، حتى لا ينتهي بهم الأمر في دائرة الإخلاء.”
المصدر: tv4