دال ميديا: في مشهد صادم وغير مألوف، استيقظ سكان العاصمة السويدية ستوكهولم صباح الأحد على أعلام نازية معلقة فوق أحد أكثر الطرق السريعة ازدحامًا في البلاد، ما أثار حالة من الذهول والاستياء بين المارة والسلطات على حد سواء.
ووفقًا لما ذكرته الشرطة السويدية، فقد تم الإبلاغ عند الساعة 7:19 صباحًا عن وجود ثلاث رايات تحمل شعار الصليب المعقوف (السفاستيكا) معلقة عند مدخل أحد أنفاق طريق Essingeleden، أحد الشرايين المرورية الحيوية في ستوكهولم. وشارك عدد من المواطنين، من بينهم موظف في الشرطة، في التبليغ عن الحادثة بعد رؤيتهم للأعلام خلال مرورهم بالمنطقة.
وأكد المتحدث باسم الشرطة، ماتس إريكسون، أن العناصر الأمنية توجّهت إلى المكان فورًا، وتمت إزالة الأعلام عند الساعة 7:40 صباحًا. وأضاف:
“هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تعليق شعارات أو لافتات سياسية في هذا الموقع تحديدًا، كونه مكانًا يمر به عدد كبير من المركبات يوميًا، ما يجعله هدفًا لمثل هذه الأنشطة”.
تحقيق أولي: تحريض على الكراهية؟
لم تُفتح بعد قضية رسمية، لكن الشرطة تدرس فتح تحقيق أولي بتهمة “التحريض ضد مجموعة عرقية” (hets mot folkgrupp)، وهي جريمة جنائية خطيرة في القانون السويدي تشمل أي تعبيرات أو رموز تحض على الكراهية ضد جماعات عرقية أو دينية.
وفي تصريح لقناة TV4، قال أحد شهود العيان:
“شعرت بالصدمة. لا أصدق أن شيئًا كهذا يمكن أن يحدث في السويد اليوم. رؤية رموز الكراهية بهذا الشكل العلني أمر مرعب.”
ردود فعل غاضبة ودعوات للمحاسبة
الحادثة أثارت موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها العديد من المعلقين مؤشرًا خطيرًا على تصاعد نشاط الجماعات المتطرفة في البلاد. وطالب البعض بتشديد الرقابة الأمنية على هذه المواقع الحساسة، بينما شدد آخرون على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية حاسمة لمنع تكرار مثل هذه التصرفات التي تهدد قيم التسامح والديمقراطية في المجتمع السويدي.
خلفية: تزايد الرموز المتطرفة في الفضاء العام
تأتي هذه الواقعة في وقت تشهد فيه أوروبا تصاعدًا في التوترات السياسية والاجتماعية، وسط تنامي التيارات اليمينية المتطرفة، التي غالبًا ما تستخدم الرموز النازية كوسيلة للتعبير عن أيديولوجياتها. ورغم القوانين الصارمة في السويد التي تحظر هذا النوع من الرموز في الأماكن العامة، إلا أن بعض الجماعات تلجأ إلى أساليب مفاجئة لنشر رسائلها.
المصدر: TV4
