إسبانيا تواجه كارثة فيضانات غير مسبوقة: وفاة أكثر من 150 شخصًا وغضب واسع تجاه السلطات

فيضانات إسبانيا. Manaure Qintero / AFP - Getty Images

شهدت إسبانيا، وخصوصًا منطقة فالنسيا، فيضانات مدمرة تسببت في وفاة أكثر من 150 شخصًا، إلى جانب دمار واسع النطاق في المنازل والبنية التحتية، وتحديدًا في منطقة بيكانيا حيث يُعتبر الوضع هناك “كارثيًا” بكل المقاييس. ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن التساقطات الغزيرة كانت ناجمة عن ظاهرة DANA، وهي منخفض جوي يتسبب بتدفق كميات هائلة من الأمطار، حيث بلغت مستويات الهطول 200 لتر لكل متر مربع في ساعتين فقط في بعض المناطق​.

مشاهد الدمار في فالنسيا
وصفت الصحف المحلية مشاهد الدمار في بيكانيا، حيث تجمعت السيارات على بعضها البعض، والأثاث منتشراً في الشوارع، فيما غطت طبقة سميكة من الطين البيوت والمحلات. وبحسب El País، فإن المدارس أغلقت في مدن مثل ألجيميسي وألبالات بسبب تدهور الوضع بشكل خطير​.

مواطنون فقدوا منازلهم ومدخراتهم
ليديا تيجيرو، واحدة من المتضررين، تقطن في منزل اشتراه زوجها حديثًا بالقرب من النهر. المنزل، الذي كان يمثل استثمار حياتها، بات اليوم في حالة يرثى لها، مع غرفة معيشة مغطاة بالكامل بالطين ونوافذ محطمة. تقول ليديا بحزن: “لا أعلم كيف سنواصل العيش هنا، إنها خسارة لكل شيء”، في وقت لا يزال الغموض يكتنف مقدار التعويضات التي ستغطيها التأمينات​.

غضب السكان من تقصير السلطات
التأخر في إطلاق تحذيرات الفيضانات أثار موجة من الانتقادات، حيث يرى السكان أن الأرواح كان بالإمكان إنقاذها لو تم إصدار إنذارات مبكرة. في بداية تشكّل العاصفة، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية تحذيرًا قبل ثماني ساعات من بدء الفيضانات، إلا أن هذا لم يمنع خروج العديد للعمل بسبب تأخر التنبيهات الحكومية​.

استجابة الحكومة وتعويضات متوقعة
أعلنت الحكومة الإسبانية تخصيص حوالي 70,000 كرونة للمواطنين المتضررين. كما دعا عمدة توليدو إلى إعلان المدينة “منطقة كوارث” للحصول على دعم أكبر لإعادة تأهيل المناطق المتضررة. من جانبه، أكّد ماغنوس تورنبلوم من أكسبود أن التحقيق جارٍ لمعرفة مدى فاعلية أنظمة الإنذار، في حين يعمل أكثر من 200 عامل على تنظيف المدينة وإعادة الحياة لطبيعتها​.

سؤال يطرح نفسه: هل كان بالإمكان تجنب الكارثة؟
تساءل سكان فالنسيا عما إذا كانت المدينة مستعدة لمواجهة كوارث من هذا النوع، وسط انتقادات بشأن تقليص فريق الطوارئ الإقليمي، الذي تم تفكيكه في وقت سابق من هذا العام.

المزيد من المواضيع