دال ميديا: في عالم يندر فيه الإيثار، وبينما يسعى الجميع للحفاظ على ممتلكاتهم حتى الرمق الأخير، فاجأ الإعلامي السويدي الشهير ليف “لوكيت” أولسون الجميع بقراره الغريب. قبل وفاته بعام، وهب شركته التي تقدر أصولها بـ 12 مليون كرونة لصديق مقرب دون أن يحصل على أي مقابل!. بحسب ما نقله التلفزيون السويدي svt.
لم يكن الأمر وصية سرية تُكتشف بعد وفاته، بل قرارًا اتخذه وهو بكامل وعيه، وأعلن عنه بنفسه في واحدة من آخر مقابلاته قبل أن يغادر هذا العالم بهدوء في دار رعاية بمدينة غوتنبرغ، حيث عاش أيامه الأخيرة بعيدًا عن الأضواء التي سطع فيها لعقود.
ثروة كبيرة.. ولكن حياة متواضعة!
عُرف “لوكيت” بكونه الوجه الأبرز لبرنامج “بينغو لوتو”، الذي جعله أحد أكثر الشخصيات التلفزيونية شهرة في السويد، وجلب له ثروة طائلة. لكنه، خلافًا لنجوم آخرين، لم يغرق في حياة الرفاهية، ولم يسكن القصور، ولم يمتلك سيارات فارهة. بل عاش وحيدًا، متواضعًا، في شقة صغيرة، مفضلاً شغفه الحقيقي: سباقات الخيول.
لكن مع تقدمه في العمر، وانتقاله إلى دار رعاية في خريف عام 2023، بدأ يتخذ قرارات لم تكن متوقعة، وكان أهمها: التنازل عن شركته لصديقه المقرّب دون مقابل.
“إنه صديق رائع.. كنت بحاجة إليه”
في مقابلة نادرة، لم تُنشر إلا بعد وفاته، كشف “لوكيت” بنفسه عن تفاصيل قراره، حيث قال بصوت هادئ، لكن بحزم الواثق:
“إنه صديق رائع. كان دائمًا إلى جانبي. عندما مرضت، كنت بحاجة إلى من يساعدني، فقررت أن أنقل له كل شيء.”
وعندما سأله الصحفي:
“هل دفع لك أي مقابل؟”
ابتسم وقال:
“لا، لم يدفع شيئًا. لم يكن الأمر عن المال.”
تصريحات صادمة لرجل كان بإمكانه بيع شركته بسهولة مقابل ملايين الكرونات، لكنه اختار أن يمنحها لصديقه بكل بساطة، دون أوراق معقدة، أو صفقات قانونية، فقط بناءً على الثقة والوفاء.
الصديق يلتزم الصمت.. واللغز مستمر!
وبينما تفاعل الجمهور مع هذا القرار غير المألوف، فضل الصديق المستفيد التزام الصمت، ورفض التعليق على الأمر، تاركًا الباب مفتوحًا للتساؤلات:
هل كان قرار “لوكيت” لحظة عاطفية، أم أنه كان يدرك تمامًا ما يفعله؟
وفي ظل عدم وجود ورثة مباشرين له، وعدم وضوح ما إذا كان قد ترك وصية رسمية، يبقى السؤال الأكبر: ما الذي سيحدث لبقية ممتلكاته؟
في عالم مليء بالجشع والتعقيدات المالية، تظل قصة “لوكيت” واحدة من أغرب وأندر القصص في تاريخ المشاهير، قصة تحمل في طياتها وفاءً غامضًا، وقرارًا غير متوقع، ونهاية هادئة لرجل عاش بطريقته الخاصة، ومات بنفس الأسلوب الفريد.