شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الهجوم الصاروخي الإيراني على البلاد وطلب من المواطنين مغادرة الملاجئ بعد تقييم للوضع الأمني. وكانت إيران قد أطلقت صواريخ على إسرائيل، حيث أكد شهود عيان من رويترز أنهم شاهدوا صواريخ تحلق فوق الأردن وسوريا، بينما قال حزب الله إنه أطلق أيضًا مجموعة من الصواريخ باتجاه إسرائيل.
التطورات الميدانية والتصعيد العسكري
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانييل هجاري، أن الهجوم الإيراني كان خطيرًا وسيكون له عواقب، لكنه أكد أن الجيش ليس على علم بإصابات حتى الآن. أشار هجاري إلى أن عددًا من الصواريخ أصابت مناطق في وسط البلاد وجنوبها، فيما تم اعتراض صواريخ أخرى بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية.
من جانبه، وصف مندوب إيران لدى الأمم المتحدة الهجوم بأنه رد قانوني ومشروع، مشيرًا إلى أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، هو الذي أصدر أمر الهجوم. وأضافت البعثة الإيرانية أن إيران ستكون مستعدة تمامًا لأي رد إسرائيلي على هذا الهجوم.
ردود الفعل والاحتفالات في المنطقة
شهدت مناطق مختلفة احتفالات بعد الهجوم الإيراني، حيث أُطلقت الألعاب النارية في بيروت واحتفل سكان غزة بمشاهدة الصواريخ التي استهدفت إسرائيل. كما شهد قطاع غزة سقوط عدد من الصواريخ في بعض المناطق التي تتواجد فيها القوات الإسرائيلية.
في المقابل، أُطلقت صافرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وسُمع دوي الانفجارات في القدس ومنطقة نهر الأردن، ما دفع بالمواطنين إلى الدخول في الملاجئ قبل أن يُسمح لهم لاحقًا بالمغادرة.
الوضع في تل أبيب والضفة الغربية
في حادث آخر، قُتل أربعة أشخاص وأُصيب سبعة آخرون في هجوم مسلح في حي يافا بتل أبيب، وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن المنفذين تم “تحييدهم” وأن الوضع بات تحت السيطرة.
كما أُصيب عدد من الفلسطينيين في مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة، حيث سقطت شظايا صواريخ إيرانية أطلقت على إسرائيل. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى تفعيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل مكثف.
التحذيرات الدولية وتصاعد المخاوف من التصعيد
حذرت عدة دول، بما في ذلك بريطانيا وإسبانيا، من مخاطر التصعيد في المنطقة بعد هذه التطورات. وأفاد مسؤول إيراني كبير بأن طهران أبلغت روسيا مسبقًا بنواياها الهجومية على إسرائيل، بينما أكد مسؤول آخر أن الولايات المتحدة تلقت تحذيرًا دبلوماسيًا من إيران قبل الهجوم بقليل.
القبضة الجوية والدفاعات الإسرائيلية
استخدمت إسرائيل جميع مستويات دفاعاتها الجوية، بمساعدة حلفائها، لصد الهجوم الصاروخي الإيراني، وذلك بعد استخدام نفس الدفاعات في مواجهة الهجوم الإيراني المباشر الأول على الأراضي الإسرائيلية في أبريل الماضي. وتعتمد إسرائيل على نظام “القبة الحديدية” لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى التي تستهدف المدن، والذي دخل الخدمة في 2011 وطورته شركة رافائيل للدفاعات المتقدمة بالتعاون مع الولايات المتحدة.
خلاصة
الهجوم الإيراني على إسرائيل يُعد تصعيدًا خطيرًا ويؤشر على إمكانية دخول المنطقة في مرحلة جديدة من التوتر والصراع، خاصة في ظل التهديدات المتبادلة والاستعدادات للرد. الوضع الحالي يعكس مخاوف دولية من انزلاق الأوضاع إلى نزاع أوسع، وسط تحذيرات من دول العالم من خطورة التصعيد ومخاطره على الأمن الإقليمي.
المصدر: دال ميديا – رويترز – وكالات