في خطوة تعكس تحولًا ثوريًا نحو استعمار الكواكب، يواصل رائد الأعمال والملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مؤسس شركة SpaceX، تكثيف جهوده الرامية لبناء مدينة على سطح المريخ، بهدف جذب مليون شخص للعيش هناك خلال العقود القليلة المقبلة. هذا ما أفادت به صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مصادر مطلعة على خططه الطموحة.
وفقًا لتقرير الصحيفة، فإن ماسك قد وجه موظفي SpaceX للبحث والتطوير في مجالات تصميم المدينة وتفاصيلها، بما في ذلك بناء قباب صغيرة للسكن وتطوير تقنيات بذلات فضائية متطورة لمواجهة البيئة القاسية على المريخ. كما أشارت المصادر إلى أنه تم التطوير بالفعل لرسم تخطيطات واضحة لبنية المدينة المستقبلية، حيث ستتمركز حول قبة كبيرة للسكن الجماعي مع قباب صغيرة متناثرة حولها.
تعكس هذه الخطوات نقلة نحو تحقيق رؤية ماسك في إقامة مستعمرة بشرية ذاتية الاكتفاء على المريخ، والتي يعتبرها تحديًا هندسيًا وتقنيًا هائلاً. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه هذا المشروع، بما في ذلك الظروف البيئية القاسية والتضاريس الصعبة للكوكب الأحمر، يظل ماسك مصممًا على تحقيق هذه الرؤية بإصرار وتفاؤل.
من جانبه، أكد ماسك في تصريحاته الأخيرة على ضرورة جعل الحياة متعددة الكواكب لضمان استمرارية الحياة البشرية. وفي إطار هذه الخطط، تستعد SpaceX لإرسال أولى البعثات المأهولة إلى المريخ، مع التركيز على تطوير التكنولوجيا والبنية التحتية اللازمة لدعم الحياة البشرية على هذا الكوكب البعيد.
وتأتي هذه الجهود في وقت تواجه فيه التقنية الفضائية تحديات كبيرة، ولم تطأ قدم أي إنسان سطح المريخ من قبل. إلا أن إيلون ماسك يظل مصممًا على تحقيق أهدافه الطموحة، بما في ذلك تجميع الأصول المالية الضخمة لتمويل هذه الرحلة الفضائية التاريخية.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل SpaceX على تطوير التكنولوجيا لتسخير طاقة الشمس والاستفادة من الطاقة النووية الحرارية كجزء من استراتيجيتها لتدفئة الكوكب وتوفير الطاقة اللازمة للمدينة المستقبلية على المريخ.
بهذه الخطوات، يعزز إيلون ماسك مكانته كشخصية رائدة في مجال الاستكشاف الفضائي والتكنولوجيا، مع إيمانه الراسخ بأهمية توسيع الحياة البشرية خارج كوكب الأرض وجعلها متعددة الكواكب.