دال ميديا: أعلنت النيابة العامة السويدية اليوم الثلاثاء أن رجلاً يُشتبه بقيامه بجمع معلومات بطريقة غير قانونية لصالح جهاز الاستخبارات الصيني، وقد تم تقديم طلب إلى محكمة سولنا لاحتجازه على ذمة التحقيق.
الرجل، الذي لم تُكشف هويته بعد، يُشتبه بأنه ارتكب جريمة التجسس الجسيم ضد أفراد، وهو ما يُعرف قانونيًا في السويد بـ grov olovlig underrättelseverksamhet mot person.
ووفقًا لما جاء في بيان صحفي صادر عن النيابة، فإن الرجل يُشتبه في قيامه، بتكليف من جهاز الاستخبارات الصيني، بجمع معلومات وبيانات حساسة عن أفراد ينتمون إلى البيئة الأويغورية المقيمة في السويد.
وقال ماتس ليونغكفيست، المدعي العام في النيابة الوطنية للأمن، الذي يقود التحقيق:
“المشتبه به يُعتقد أنه جمع معلومات استخباراتية بطريقة غير قانونية عن أفراد من أصول أويغورية في السويد، لصالح الاستخبارات الصينية. القضية شديدة الحساسية، والتحقيق ما زال في مراحله المبكرة، ولهذا لا يمكنني تقديم المزيد من التفاصيل في الوقت الحالي.”
ومن المقرر أن تُعقد جلسة النظر في طلب الحجز الاحتياطي في محكمة سولنا يوم الأربعاء.
السياق: التوتر بين الصين والأويغور
تشير الخلفية الجيوسياسية لهذه القضية إلى التوترات المستمرة بين جمهورية الصين الشعبية وأقلية الأويغور المسلمة، التي تُقيم بشكل رئيسي في إقليم شينجيانغ شمال غرب الصين. ويعود النزاع إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حين سعت المجموعات الأويغورية إلى إقامة دولة مستقلة تحت اسم تركستان الشرقية، إلا أن محاولاتهم أُحبطت لاحقًا عقب الثورة الشيوعية، وتم دمج الإقليم ضمن الصين كـ”شينجيانغ”.
في السنوات الأخيرة، واجهت الصين اتهامات دولية واسعة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الأويغور، بما في ذلك إنشاء معسكرات إعادة تأهيل وأدلجة يُزعم أنها تضم مئات الآلاف من المعتقلين، وسط تقارير عن مراقبة جماعية، فصل عائلي، وقمع ديني وثقافي واسع النطاق.
السويد تحت المجهر
تأتي هذه القضية في وقت تشهد فيه أوروبا قلقًا متزايدًا من النفوذ الصيني ومحاولات جمع معلومات عبر شبكات غير رسمية، خاصة في ظل تنامي عدد اللاجئين السياسيين الأويغور في أوروبا، وخصوصًا في السويد وألمانيا.
ولم يُكشف حتى الآن ما إذا كانت المعلومات التي جُمعت قد أُرسلت بالفعل إلى الصين، أو ما إذا كانت هناك شبكة أوسع من الأشخاص المتورطين. التحقيقات جارية، وقد يُعلن عن المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة.
المصدر: SVT
