تشهد الأسواق المالية العالمية اضطرابات غير مسبوقة، حيث سجلت بورصة طوكيو أسوأ انخفاض لها منذ “الاثنين الأسود” عام 1987، مع تراجع مؤشر نيكي 225 بأكثر من 10% خلال جلسة التداول الأخيرة. ولم تكن بورصات هونغ كونغ وسول بمنأى عن هذا الانخفاض، حيث شهد مؤشر هانغ سنغ ومؤشر البورصة الكورية الجنوبية تراجعات ملحوظة.
تأثيرات الاضطراب على الأسواق الأوروبية والأمريكية
في أوروبا، تراجعت بورصة ستوكهولم بأكثر من 3% يوم الجمعة، وتستمر التوقعات السلبية مع بداية الأسبوع الجديد، حيث تشير العقود الآجلة إلى استمرار الانخفاض. من المتوقع أن يتراجع مؤشر فرانكفورت بنحو 2% مع افتتاح التداول يوم الاثنين، في حين تتجه التوقعات نحو انخفاضات حادة في الأسواق الأمريكية. يشير مؤشر ناسداك إلى انخفاض محتمل بأكثر من 4%، فيما يتوقع أن يسجل مؤشرا S&P 500 وداو جونز الصناعي خسائر كبيرة.
تأثيرات سلبية على العملات المشفرة والعملات العالمية
لم تكن العملات المشفرة بمنأى عن هذه الاضطرابات، فقد انخفضت قيمة البيتكوين إلى حوالي 53,600 دولار، مقارنة بحوالي 58,500 دولار في الليلة السابقة، ما يمثل تراجعاً بأكثر من 10%. كما انخفض سعر الإيثر بنسبة 15%.
وفيما يتعلق بالعملات العالمية، تراجعت قيمة الكرون السويدي أمام الدولار الأمريكي ليبلغ سعره 10.61 كرون صباح الاثنين، في حين سجل اليورو 11.60 كرون.
عوامل وأسباب الأزمة
تعود أسباب هذه الاضطرابات إلى البيانات الاقتصادية الضعيفة التي صدرت مؤخراً من الولايات المتحدة، حيث جاءت أرقام الوظائف أضعف من المتوقع، ما أثار مخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي وأدى إلى موجة من البيع في الأسواق المالية.
من جانبه، أشار المحلل الاقتصادي جيمس بيكر من مؤسسة “وول ستريت إنسايدر” إلى أن “المستثمرين يشعرون بقلق متزايد من أن هذه البيانات الضعيفة قد تكون إشارة على تدهور اقتصادي أعمق، مما يدفعهم إلى بيع الأسهم والسندات بشكل مكثف”.
توصيات وتحليلات
وفي محاولة لتهدئة الأسواق، دعا عدد من الخبراء الماليين إلى التروي وعدم الانجراف وراء الذعر. وأكدت مؤسسة “بلومبرغ إيكونوميكس” في تقريرها الأخير أن “الأسواق تحتاج إلى تقييم الوضع بهدوء والنظر إلى البيانات الاقتصادية على المدى الطويل، بدلاً من الرد الفوري على الأخبار السلبية”.
و تعكس هذه الاضطرابات المالية حالة من القلق العالمي بشأن مستقبل الاقتصاد، وتتطلب مراقبة دقيقة وتقييم شامل للأوضاع الاقتصادية القادمة. على المستثمرين أن يتوخوا الحذر وأن يستعينوا بالنصائح الاقتصادية السليمة لتجنب الخسائر الكبيرة في هذه الأوقات العصيبة.