البرلمان الألماني يرفض مقترح الديمقراطيين المسيحيين لتشديد قوانين الهجرة وسط جدل بشأن دعم اليمين المتطرف

رفض مقترح "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" لتشديد قوانين الهجرة. Foto: Jens Schlueter/AFP/TT

دال ميديا: شهد البرلمان الألماني (البوندستاغ) يوم الجمعة رفضًا لمقترح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، الذي يسعى إلى تشديد قوانين الهجرة، وذلك رغم حصوله على أغلبية برلمانية بفضل دعم حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD) اليميني المتطرف.

حصل المقترح على 338 صوتًا مؤيدًا مقابل 350 صوتًا معارضًا، ما أدى إلى سقوطه بفارق ضئيل، في ضربة سياسية قوية لزعيم الحزب فريدريش ميرتس، الذي يستعد لخوض الانتخابات الألمانية المبكرة المقررة في 23 فبراير المقبل.

كسر “الجدار الفاصل” مع اليمين المتطرف يثير الجدل

أثار تصويت CDU إلى جانب AFD موجة كبيرة من الانتقادات، حيث يُعد ذلك كسرًا لتقليد سياسي طويل الأمد في ألمانيا، يقضي بعدم التعاون مع الأحزاب اليمينية المتطرفة منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعليقًا على هذه الخطوة، قال المستشار الألماني أولاف شولتس في بيان شديد اللهجة:
“لا ينبغي أن يكون هناك أي تعاون بين الأحزاب الديمقراطية واليمين المتطرف.”

وأضاف أنه يشعر بقلق بالغ من أن ميرتس قد يفتح الباب أمام مشاركة AFD في حكومة مستقبلية إذا فاز الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الانتخابات.

أنجيلا ميركل تعلن استياءها من حزبها السابق

لم تقتصر الانتقادات على الأحزاب المنافسة، بل جاءت أيضًا من داخل CDU نفسه، حيث عبرت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركلعن استيائها من نهج زعيم الحزب الحالي، قائلة:
“أعتقد أنه من الخطأ التخلي عن هذا الاتفاق بعدم التعاون مع اليمين المتطرف.”

ميرتس يرفض الاتهامات ويبرر موقفه

في المقابل، رفض ميرتس فكرة أن حزبه تعاون مع AFD، معتبرًا أن ما حدث هو مجرد اتفاق غير مقصود على نفس المواقف السياسية.

وقال في تصريحات صحفية:
“نحن ببساطة ملتزمون أمام الشعب الألماني، وخاصة ضحايا أعمال العنف الأخيرة، بأن نقوم بكل ما في وسعنا للحد من الهجرة غير الشرعية.”

وأشار في حديثه إلى هجوم الطعن في مدينة أشافنبورغ يوم 22 يناير، حيث قتل رجل يبلغ من العمر 41 عامًا طفلًا ورجلًا آخر، وهو الهجوم الذي أثار الجدل مجددًا حول سياسة الهجرة في ألمانيا.

ما تداعيات هذا القرار؟

رغم فشل المقترح في البرلمان، فإن الجدل السياسي الذي أثاره سيظل قائمًا، حيث يواجه CDU تحديًا صعبًا بين الحفاظ على مبادئه الديمقراطية وتلبية مطالب ناخبيه الذين يطالبون بسياسات هجرة أكثر صرامة.

ويبقى السؤال مطروحًا: هل سيدفع هذا الجدل CDU إلى مزيد من التقارب مع اليمين المتطرف؟ أم أنه سيحاول إعادة بناء الجدار الفاصل بينه وبين AFD للحفاظ على هويته السياسية؟

المزيد من المواضيع