قدمت وزيرة المالية إليزابيث سفانتيسون، اليوم الخميس ميزانية الخريف للحكومة السويدية، والتي يُتوقع أن تكون موضوعاً ساخناً في النقاشات السياسية. تشمل الميزانية مساحة إصلاحية تقدر بحوالي 60 مليار كرونة سويدية، حيث يتم تخصيص نصفها تقريباً، أي حوالي 27 مليار كرونة، لتخفيض الضرائب على الأجور. من بين أبرز التغييرات، إلغاء التدرج في الخصم الضريبي على الأجور المرتفعة، مما سيعود بالنفع الأكبر على الأثرياء.
خفض الضرائب للأثرياء
تقرر أن تركز الميزانية على تخفيض الضرائب للأثرياء، مما أثار انتقادات واسعة من أحزاب المعارضة. وصف ميكائيل دامبرج، المتحدث باسم الشؤون الاقتصادية في الحزب الاشتراكيين الديمقراطيين المعارض، الميزانية بأنها “إهانة للناس العاديين”، واعتبر أن الحكومة تزيد من الديون لتوفير تخفيضات ضريبية للأغنياء.
وقال دامبرج: “الميزانية لا تركز على الناس العاديين. بل على العكس، تختار الحكومة تحميل الشعب السويدي المزيد من الديون لتخفيض الضرائب عن الأغنياء. هذا ليس سوى إهانة للناس العاديين”.
انتقادات من الأحزاب الأخرى
وجهت جانين ألم إريكسون، المتحدثة باسم الشؤون الاقتصادية في حزب البيئة، انتقادات حادة للميزانية، ووصفتها بأنها “ضعيفة جداً”. وأضافت: “الميزانية لا تعالج المشاكل التي يواجهها السويدون”.
وفي سياق مماثل، اعتبر المتحدث باسم الشؤون الاقتصادية في حزب الوسط أن الحكومة ارتكبت خطأ بعدم تخصيص المزيد من الأموال للوظائف والمناخ والتعليم، رغم وجود مساحة واسعة في الميزانية.
وقال: “لديهم مساحة ضخمة تقدر بـ60 مليار كرونة، ولكن فقط 1% من هذه الأموال مخصصة لإنشاء وظائف في الشركات الصغيرة والمتنامية”.
ردود فعل إيجابية وسلبية
من جهة أخرى، وصف دوغلاس ثور، رئيس اتحاد الشباب في حزب المحافظين (Muf)، الميزانية بأنها “جيدة”. وأوضح: “بعد أن أكلت التضخم زيادات الرواتب الحقيقية، من الجيد أن الحكومة الآن تسمح للناس بالاحتفاظ بمزيد من رواتبهم المكتسبة بشق الأنفس”.
ولكنه أضاف أن “الحكومة ينبغي أن تفعل المزيد لكسر دائرة الفقر. كنا نود رؤية تخفيضات ضريبية موجهة للمناطق المحرومة، حيث الحاجة للحرية هي الأكبر”.
انتقادات من النقابات العمالية
انتقدت أيضاً النقابات العمالية الميزانية بشدة. اعتبرت نقابة Saco أن الميزانية خصصت القليل من الأموال لمكافحة البطالة وتعزيز سوق العمل، بينما أعربت نقابة Handels عن عدم رضاها بسبب نقص الاستثمارات لدعم أعضائها الذين واجهوا زيادة كبيرة في تكاليف المعيشة.
وقالت ليندا بالميتسهوفر، رئيسة نقابة Handels: “بدلاً من تقديم خدمات مجانية مثل رعاية الأسنان للشباب، تقوم الحكومة بخفض الضرائب للأغنياء. هذا بمثابة صفعة على وجه الناس العاملين العاديين”.
القبول من جهات أخرى
في المقابل، أبدت منظمة أرباب العمل Almega تأييدها للميزانية، معتبرة أن تخفيضات الضرائب التي تهدف إلى زيادة الحافز للعمل وتشجيع التعليم مرحب بها جداً.
وقال فريدريك أستبوم، مدير الشؤون الاقتصادية في Almega: “تخفيضات الضرائب التي تهدف إلى تعزيز الدافع للعمل ومكافأة التعليم هي موضع ترحيب، وهي شيء كنا نكافح من أجله منذ فترة طويلة”.
المصدر: expressen