السعادة في العمل .. هل الراتب أو الترقية المهنية أو العمل في الإدارة تحقق السعادة في الحياة؟
في الواقع، لا.
فدراسة جديدة أجراها باحث في جامعة هارفارد، شاركت فيها حوالي 1000 أمريكي، أثبتت أن السعادة في العمل لا ترتبط بالراتب أو المنصب، بل ترتبط بعوامل أخرى.
يعتقد الكثير من الناس أن الراتب أو الترقية أو العمل في الإدارة هو سر السعادة في الحياة، لكن ما نتج عن الدراسة الجديدة أثبتت أن الأمر ليس كذلك. فهناك وظائف أخرى يمكن أن تجعلك سعيدًا في حياتك، حتى لو لم تكن تدفع الكثير من المال.
أجرى هوارد غاردنر، الأستاذ بجامعة هارفارد، دراسة شارك فيها حوالي 1000 أمريكي، طرح عليهم 22 سؤالًا مختلفًا، من بينها نوع العمل الذي يقومون به، وراتبهم، مدى سعادتهم في العمل وبعد مغادرته.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف تسمح لهم بالإبداع، أو التفاعل مع الآخرين، أو تعلم أشياء جديدة، أو الشعور بأنهم يؤثرون على العالم بشكل إيجابي، هم أكثر عرضة للشعور بالسعادة في حياتهم.
ومن بين المهن التي وجدت الدراسة أنها تجعل أصحابها سعداء بشكل خاص، ما يلي:
بائعو الورود و البستانيون: يشعر 87٪ من بائعي الورود والبستانيين أنهم سعداء بعملهم. ويرجع ذلك إلى أن هذه المهن تسمح لهم بالتواصل مع الطبيعة، والإبداع، والشعور بأنهم يساهمون في جعل العالم مكانًا أجمل.
متخصصو التجميل و مصففو الشعر: يشعر 79٪ من متخصصي التجميل و مصففي الشعر أنهم سعداء بعملهم. ويرجع ذلك إلى أنهم يستمتعون بمساعدة الآخرين على الشعور بالجمال والثقة بالنفس.
فنيو السباكة والتركيب: يشعر 76٪ من فنيي السباكة والتركيب أنهم سعداء بعملهم. ويرجع ذلك إلى أنهم يشعرون بالرضا عن إنجازهم للأعمال اليدوية، ومساهمتهم في راحة الآخرين.
موظفو التسويق والعلاقات العامة: يشعر 75٪ من موظفو التسويق والعلاقات العامة أنهم سعداء بعملهم. ويرجع ذلك إلى أنهم يتمتعون بالتواصل مع الآخرين، وبناء العلاقات، وإنشاء محتوى إبداعي.
الباحثون الأكاديميون: يشعر 69٪ من الباحثين الأكاديميين أنهم سعداء بعملهم. ويرجع ذلك إلى أنهم يشعرون بالإنجاز عند اكتشاف أشياء جديدة، ومساهمتهم في تقدم العلم.
في النهاية، فإن السعادة في العمل هي مسألة شخصية. ولكن إذا كنت تبحث عن وظيفة تجعلك سعيدًا في حياتك، ففكر في اختيار وظيفة تسمح لك بالتعبير عن إبداعك، والتواصل مع الآخرين، وتعلم أشياء جديدة، أو الشعور بأنك تؤثر على العالم بشكل إيجابي.