منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، اختار الجندي السويدي، المعروف باسم “Hufsa”، أن يكرس حياته لدعم أوكرانيا في هذه الظروف العصيبة. أمضى أكثر من عامين في هذا البلد الذي يعاني من ويلات الحرب، حيث عمل كعامل إنساني وجندي متطوع في الخطوط الأمامية، بما في ذلك ضمن قوات الحرس الوطني الأوكراني. وفي نهاية شهر سبتمبر، أجرى “Hufsa” مقابلة مع صحيفة “سفنسكا داغبلادت”، إلا أن الأمور اتخذت منحى مختلفًا بعد ذلك.
بعد أيام قليلة من نشر المقابلة، قامت السفارة الروسية في ستوكهولم بنشر صورة “Hufsa” مع اسمه الكامل على صفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي، مشهرة به وموجهة تهديدًا صريحًا لكل من يحذو حذوه. وجاء في منشور السفارة: “نود تذكير كل من يرغب في اتباع خطواته والانضمام إلى جرائم نظام كييف بأن روسيا ستعرف عنكم، وستنالون جزاءكم الحتمي على أفعالكم الشريرة”.
الجندي “Hufsa”، المتواجد حاليًا في مستشفى في كييف، لا يشعر بالخوف من هذه التهديدات، على الرغم من حدة الرسائل. أصيب “Hufsa” في 28 أغسطس أثناء خدمته على الجبهة، حيث تعرض لهجوم من طائرة مسيرة ألقت قنبلة من نوع RGD-5، التي انفجرت على بعد متر واحد من فوق الأرض وخلفه بمسافة مترين تقريبًا. تعرضت قدماه وجانبه الخلفي لإصابات خطيرة من الشظايا، وقد خضع لعدة عمليات جراحية، واليوم يستطيع المشي مجددًا دون الحاجة إلى عكازات.
وعلى الرغم من تهديدات السفارة الروسية، يقول “Hufsa” إنه لن يتوقف عن القتال من أجل أوكرانيا: “لا أشعر بالتأثر أو الخوف. يبدو الأمر وكأنه جزء من خطوطهم الحمراء المعتادة التي يتحدثون عنها طوال الوقت، مثل ‘إن فعلتم ذلك، سنرسل القنابل النووية’. هناك الكثيرون ممن تم التشهير بهم من قبل، ولم يحدث لهم شيء بعد ذلك”.
إلا أن “Hufsa” لم يستطع إخفاء استغرابه من الموقف الذي اتخذته السفارة الروسية، قائلاً: “أعتقد أن هذا الأمر غريب للغاية وغير مناسب لعمل السفارات. من المفترض أن تكون السفارة هي الجهة التي تعمل على تعزيز العلاقات مع البلد المضيف، وليس التشهير بمواطنيه”. ويرى “Hufsa” أن هذا التصرف ليس فقط استهدافًا لشخصه، بل هو تحريض واضح على العنف والشر، ويعبر عن القلق حول العواقب التي قد تترتب على ذلك.
من جهتها، لم تصدر السفارة الروسية في ستوكهولم أي تعليق حول هذا الموضوع حتى الآن، رغم محاولة قناة TV4 التواصل معهم للحصول على رد رسمي.
المصدر: TV4