السويديون يختنقون بالقروض… والبنوك تتنفس أرباحًا تصل الى مليارات الكرونات!

البنوك السويدية تحقق ارباح خيالية. proletaren

دال ميديا: في بلد يُقال عنه إنه يحتضن العدالة الاجتماعية من المهد إلى المعاش، يبدو أن البنوك السويدية قد قررت أن تعيش في جزيرة خاصة بها – جزيرة اسمها “126 مليار كرونة”، حيث لا ضرائب تؤلم، ولا فوائد تؤرق، بل فقط أرباح تتدفق.

تقرير “بارومتر البنوك” الصادر عن هيئة الرقابة المالية السويدية Finansinspektionen، كشف أن البنوك في السويد سجّلت خلال عام 2024 أرباحًا صافية بلغت 126 مليار كرونة، بزيادة قدرها أربعة مليارات عن عام 2023.
زيادة لطيفة… لو لم تكن تأتي في وقت يشهد فيه المواطن العادي صراعًا يوميًا مع قسط القرض، وفاتورة الكهرباء، وثمن حليب الشوفان!

لكن قبل أن تظن أن كل البنوك تعيش الحلم، نُذكّرك أن البنوك الكبرى تحديدًا قد شهدت تراجعًا في أرباحها. لا تقلق عليها، فهي فقط “خسرت بعض الحصص السوقية” لصالح بنوك الرهن العقاري، التي تعرف جيدًا كيف تستثمر في حلم “امتلاك سقف فوق رأسك”.

التقرير أوضح أن الأرباح ارتفعت بسبب زيادة صافي العمولات – نعم، تلك الرسوم الصغيرة التي تُخصم “بكل حب” من حسابك كلما حاولت استخدام حقك في سحب مالك. أما ما كبح هذه الزيادة فكان ارتفاع التكاليف الإدارية (ربما بسبب ارتفاع أسعار القهوة في اجتماعات الإدارة؟) إلى جانب انخفاض صافي الفوائد.

ولأن الكوميديا لا تكتمل إلا بالتراجيديا، أشار التقرير أيضًا إلى ارتفاع في القروض المتعثرة – أي أن عددًا أكبر من الناس بدأوا يواجهون صعوبة في سداد ديونهم.
لكن لا تقلق، تقول الهيئة، “الأرقام لا تزال منخفضة مقارنة بأوروبا”… تمامًا كأن تقول إن حريق مطبخك لا بأس به لأن هناك عمارة أخرى تحترق بالكامل!

قالت الهيئة في تقريرها:

“رغم أن مستوى القروض المتعثرة في القطاع المصرفي السويدي أعلى من السابق، إلا أنه يبقى منخفضًا مقارنة بباقي أوروبا.”
تهانينا، نحن في الطليعة… فقط في قائمة المتعثّرين “المعتدلين”!

“بارومتر البنوك” يُنشر مرتين في العام، ويعطي لمحة عن الحالة الصحية للنظام المصرفي في السويد. يبدو أن القلب ينبض، ولكن ليس بنفس الإيقاع الذي يشعر به من يعيش على حافة حسابه الجاري.

في النهاية، تواصل البنوك جمع الأرباح مثلما يجمع بعض الناس النقاط في لعبة “المونوبولي”، بينما المواطن يكتشف أن الراتب ينتهي قبل منتصف الشهر، وأن كلمة “فوائد” لم تعد تعني شيئًا إيجابيًا سوى للبنك نفسه.

المصدر: TV4

المزيد من المواضيع