ما يعيشه السويديين خلال هذا الصيف من أمطار و عواصف في ظل غياب أشعة الشمس والدفئ الذي كان يحلمون به، ترك جروحاً عميقة في نفوس الكثيرين على الأقل في بعض المناطق، وفتح المجال أمام تساؤلات المتشككين في حقيقة التغيير المناخي على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما نشره التلفزيون السويدي.
خلال شهري مايو و يونيو من العام الجاري، كانت معلومات شبه مؤكدة و توقعات على المدى الطويل لهيئة الأرصاد الجوية السويدية، أفادت بقدوم موجة حر شديدة مشابهة للتي ضربت أجزاء واسعة من السويد عام 2018، تسببت في جفاف خطير و حرائق واسعة في غابات السويد.
لكن ما حدث كان خارج المألوف، اذ شهدت بداية فصل الصيف هطول أمطار أقل من المعتاد، مما أثار الخوف لدى السلطات بحدوث جفاف و حرائق مرة أخرى، وهو ما دفعها الى إصدار تحذيرات بشأن احتمالية اندلاع الحرائق خطيرة في أجزاء واسعة من البلاد.
ومع ذلك لم يحدث شيء، لا الحرارة الشديدة وصلت الى السويد و لا الجفاف والحرائق اندلعت كما توقعتها هيئة الأرصاد الجوية السويدية، و بدلا من ذلك ساد جو آخر غير مألوف، حيث انخفضت درجات الحرارة و ازدادت معدلات هطول الأمطار بشكل غير متوقع بالأخص في الجزء الجنوبي من البلاد.
وما زاد الطين بلة كانت العاصفة “هانز” التي ضربت البلاد بقوة شديدة أثرت على جميع المناطق و تسببت بدمار كبير في بعض المناطق. كما ان آثارها ما زالت قائمة و مخاطر الفيضانات ما زالت مستمرة مع استمرار هطول الأمطار.
ما حدث و يحدث حتى الآن، من غياب لأشعة الشمس و الدفئ الذي كان يحلم به السويديين، ذهب أدراج الرياح و أظهر انكساراً في المشاعر و خبية أمل بالتوقعات التي كانت تصدرها هيئة الأرصاد الجوية السويدية، حيث أصبحت هذه المسألة حديث وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد.
كما فتحت الباب أيضا أمام المتشككين في مسألة التغيير المناخي، الذين يقولون ان ما يحدث الآن لا يدل على زيادة درجات الحرارة ولا على الجفاف الذي كان متوقعاً، كما انه بمثابة دليل على ان التوقعات والتحليلات لا يمكن الاعتماد عليها على الإطلاق.
المصدر: SVT