استخدمت روسيا حق النقض (فيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يتضمن إعادة التصريح بتسليم المساعدات الضرورية إلى مناطق شمال غرب سوريا، مما يجعل ثلاثة ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة بعد إغلاق المسار الأخير لتلك المساعدات من تركيا. بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وتشير تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، إلى أن عدد السوريين الذين يحتاجون إلى تلك المساعدات بلغ أعلى المستويات على الإطلاق على مدار الحرب الأهلية التي دخلت عامها الحادي عشر، وهو الارتفاع القياسي الذي يرجع إلى المزيج السام من الأزمات الذي يجمع بين انتشار كوفيد19 والغزو الروسي لأوكرانيا وما ألحقه من أضرار باقتصاد البلاد.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن تكلفة الغذاء ارتفعت بحوالي 800 في المئة في سنتين فقط.
وكان من المقرر أن يتم تجديد التفويض الأممي في جلسة مجلس الأمن في السابع من يوليو/ تموز الجاري، لكن التجديد تأجل. واعترف دبلوماسيون بأنه سوف يتعين تأجيل التصويت على القرار في هذا الشأن إلى اليوم التالي الذي يصادف عطلة عيد الأضحى.
وكان هناك مقترحان، الاول قدمه النرويج و إيرلندا، ويتضمن تمديد التفويض السابق لستة أشهر ويتم تجديده تلقائيا مالم تبد أي دولة عضوة في إيقافه. لكن روسيا استخدمت حق الفيتو ضد المقترح.
بعدها تقدمت موسكو بمقترح بديل ويتضمن تجديد التفويض ستة أشهر و يتم تجديده بعد المرور في تصويت اخر في بداية العام المقبل، إلا ان بريطانيا وأمريكا وفرنسا صوتت ضد المقترح الروسي و امتنعت الدول الاخرى عن التصويت.
حول ما توصل إليه مجلس الأمن، وصفت منظمات غير حكومية النتيجة بالكارثية. وحث مدير الاستجابة لدي منظمة أنقذوا الأطفال، مجلس الأمن على إعادة النظر في قراراتها.
وقالت المنظمة، ان ما حديث سوف يعرض حياة مئات الآلاف من الاطفال للخطر،”هؤلاء الأطفال الذين لا يعرفون سوى الصراع للبقاء على قيد الحياة في المخيمات”.
وتقدم الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية للسكان في شمال غرب سوريا لأن هذه المنطقة تقع خارج نطاق سيطرة الحكومة السورية.
وكان النظام السوري قد قام بتسهيل نقل قدر ضئيل مما يطلق عليه “مساعدات عابرة للخطوط”، والذي يعني أنها تعبر خطوط جبهة القتال داخل البلاد، بدلا من عبور المساعدات الحدود الخارجية لسوريا. حيث تعمل روسيا على تفعيل هذا النوع من المساعدات كحل مستقبلي في شمال غرب البلاد.
لكن مساعدات برنامج الأغذية العالمي القادمة من دمشق تكفي فقط لأقل من 50000 شخصا بينما تؤمن الأمم المتحدة مساعدات تكفي لحوالي 1.4 مليون شخصا تصل إلى المنطقة من المعبر التركي.
وعلى مدار عامين، ظل معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا، المسار الوحيد للمساعدات التي تصل إلى السوريين في شمال غرب البلاد.
وكانت هناك معابر أخرى تسمح بمرور شاحنات محملة بالإمدادات من العراق والأردن إلى سوريا، لكن روسيا استخدمت حق الفيتو لإغلاقها.
المصدر: bbc.com