تعرضت البنوك الكبرى في السويد لانتقادات شديدة بسبب سرعتها في رفع معدلات الفائدة عندما تقوم “البنك المركزي السويدي” (Riksbanken) بزيادة الفائدة الأساسية، ولكنها تتباطأ بشكل ملحوظ في خفضها عندما يتم تقليص الفائدة الأساسية. وتأتي هذه الانتقادات في وقت تعد فيه البنوك السويدية من بين الأكثر ربحية في أوروبا.
وتعليقًا على هذا الوضع، قالت ياسمين بايراموغلو، المتحدثة باسم منظمة “مستهلكو السويد”، وهي منظمة غير ربحية: “هذا نمط معروف، حيث تحاول البنوك تعزيز مصالحها على حساب المستهلكين”.
جاءت هذه الانتقادات عقب خفض البنك المركزي السويدي الفائدة الأساسية في 20 أغسطس. ورغم أن البنوك السويدية الكبرى قامت بخفض معدلات الفائدة على القروض، إلا أن منظمة “مستهلكو السويد” ترى أن هذه العملية كانت بطيئة للغاية.
وأضافت ياسمين: “ما يحدث الآن هو بالضبط ما كنا نخشى حدوثه. لقد لاحظنا في الربيع الماضي عند أول خفض للفائدة أن البنوك كانت بطيئة في تطبيق التخفيضات المناسبة”. وتابعت: “هذا مثير للغاية للإحباط، خاصة بالنظر إلى الظروف الصعبة التي مر بها المستهلكون خلال السنوات الأخيرة مع التضخم وارتفاع أسعار الغذاء والقروض العقارية الباهظة وزيادات الإيجار الكبيرة”.
في الدراسات الاقتصادية، هناك مصطلح يُعرف بـ”الصواريخ والريش” (rockets and feathers)، والذي يصف كيف ترفع البنوك الدولية الكبرى معدلات الفائدة بسرعة مثل الصواريخ عندما ترتفع الفائدة الأساسية، لكنها تخفضها ببطء شديد مثل سقوط الريش عندما تنخفض الفائدة الأساسية. وترى منظمة “مستهلكو السويد” أن هذا النمط يتكرر في السويد أيضًا، وخاصة بعد خفض الفائدة في أغسطس.
وتابعت ياسمين: “تحاول البنوك مجددًا تحقيق أرباح على حساب عملائها من خلال تأخير خفض معدلات الفائدة أو تقديم تخفيضات جزئية فقط”.
ومن المثير للاهتمام أن هوامش أرباح البنوك السويدية تُعد عالية بشكل غير معتاد بالمقارنة مع بقية أوروبا. وفقًا لدراسة أجرتها جمعية البنوك السويدية في أكتوبر 2023، تُعتبر السويد الأعلى في هذا الصدد بالمقارنة مع الدول الأخرى المماثلة. خلال الربع الثاني من هذا العام، عندما قام البنك المركزي السويدي بأول خفض للفائدة منذ فترة طويلة، حققت البنوك الكبرى الأربعة مجتمعة أرباحًا قبل الضرائب تجاوزت 50 مليار كرون سويدي.
وتجدر الإشارة إلى أن التلفزيون السويدي (SVT) حاول الاتصال بالمسؤولين في البنوك الكبرى الأربعة وجمعية البنوك السويدية للحصول على تعليقات حول هذه الانتقادات، ولكن لم يرغب أي منهم في الحديث عن خفض الفائدة والأرباح.
وختمت ياسمين بايراموغلو بنصيحة للمستهلكين: “غيروا البنك! هذا هو النصيحة التي نقدمها دائمًا، لكننا نعلم أن الأمر صعب على الكثير من المستهلكين. العديد من الناس بحاجة إلى القيام بذلك، ولكن الأمر ليس سهلًا”.
المصدر: svt.se