الملك السويدي: القلق العالمي يتزايد.. وهذا ما يحتاجه الشعب للدفاع عن الوطن!

ملك السويد كارل غوستاف. Henrik Montgomery/TT

دالارنا: أكد الملك السويدي كارل غوستاف أن التوترات العالمية المتزايدة تثير قلقًا واسعًا، مشيرًا إلى أن إرادة الدفاع في السويد قوية ومتنامية في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة. جاءت تصريحاته خلال مشاركته في منتدى الشعب والدفاع السنوي Folk och försvar السنوي المنعقد في مدينة سيلين، حيث ناقش القضايا الدفاعية إلى جانب كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين.

تصاعد الوعي الدفاعي في السويد وسط توترات عالمية

خلال حديثه للوكالة السويدية للأنباء TT، أوضح الملك أن الاهتمام الوطني بقضايا الدفاع ازداد بشكل ملموس في الآونة الأخيرة، مما يعكس وعيًا متناميًا بالمخاطر المحيطة. وقال:
“الوضع في العالم ليس هادئًا كما توقعنا. كنا نأمل في فترة أكثر استقرارًا، ولكن للأسف نشهد اندلاع النزاعات في عدة مناطق. هذا الواقع يولد شعورًا عامًا بالقلق.”

وأضاف الملك أن الشعب السويدي أصبح أكثر وعيًا ورغبة في معرفة كيفية المشاركة والدعم ضمن منظومة الدفاع الشامل، معبرًا عن تقديره لهذا الشعور الوطني المتزايد.

ارتفاع إرادة الدفاع منذ الحرب في أوكرانيا

عند سؤاله عن إرادة الدفاع في السويد، أشار الملك كارل غوستاف إلى أن الحرب في أوكرانيا كانت نقطة تحول ملحوظة، إذ شهدت البلاد تدفقًا كبيرًا نحو الانضمام لصفوف قوات الجيش الاحتياطي (Hemvärnet).

وقال:
“عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، شهدنا حشدًا كبيرًا من المواطنين الذين بادروا بشكل تلقائي لخدمة بلادهم. رغم مرور الوقت وتراجع الاندفاع بعض الشيء، إلا أن الرغبة في الدفاع عن السويد ما زالت حاضرة بقوة. وفي حال تفاقمت الأوضاع، يمكننا التأكد من أن العديد سيكونون على استعداد للمشاركة والدفاع عن وطنهم.”

الملك يدعو الشباب للاستفادة من الخدمة العسكرية

في ظل تدهور الأوضاع الأمنية العالمية، تستعد السويد لزيادة عدد المجندين الإجباريين ضمن الخدمة العسكرية، وهو أمر يراه الملك ضروريًا ومفيدًا للشباب.

وقال مشددًا على أهمية الخدمة العسكرية:
“أعتقد أن الكثيرين يجب أن ينتهزوا هذه الفرصة. الخدمة العسكرية تعلم الفرد احترام الآخرين، الانضباط، التعاون والعمل الجماعي. كما أنها تعزز الشعور بالمسؤولية والمساندة المتبادلة.”

وأضاف الملك أن هذه القيم الأساسية في الدفاع والعمل الجماعي يجب أن تنعكس على المجتمع الأوسع، حيث انتقد بعض السلوكيات الفردية المنتشرة قائلًا:
“للأسف، نرى في بعض السياقات أن الأفراد يركزون على مصالحهم الشخصية فقط. بينما في الجيش، الجوهر هو العمل الجماعي والتعاون، وهذه هي القوة الحقيقية لأي مجتمع.”

توجيه ملكي لدعم التجنيد وتعزيز الجاهزية الدفاعية

تأتي تصريحات الملك في وقت تستمر فيه السويد بتحديث استراتيجياتها الدفاعية، وسط جهود لتعزيز قدرات الجيش ورفع الجاهزية الوطنية. يُذكر أن الحكومة أعلنت في وقت سابق عن خطط لزيادة أعداد المجندين ضمن إطار الخدمة العسكرية الإجبارية، بهدف تعزيز الدفاع الوطني وتحقيق مستوى أعلى من الحماية في مواجهة التهديدات المتزايدة.

تصريحات الملك كارل غوستاف تعكس توجهًا استراتيجيًا نحو ترسيخ ثقافة المشاركة الوطنية في الدفاع، مؤكدًا أن التعاون والتكاتف هما مفتاح الحماية الوطنية في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع