تشير تقارير أمنية إلى أن وحدة حزب الله المعروفة بـ “الوحدة 910” أو “الفرقة الشبح” تمثل تهديدًا فوريًا للمصالح الإسرائيلية واليهودية حول العالم، بما في ذلك أوروبا. وتأتي هذه التهديدات كإجراء انتقامي على مقتل زعيم حزب الله، حسن نصرالله، حسبما أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” نقلًا عن تقرير أمني جديد.
خطر الانتقام ودور الوحدة 910:
وحدة 910، والمعروفة أيضًا بـ “الوحدة السوداء”، تمثل ذراعًا سرية ومهمة لحزب الله قادرة على تنفيذ عمليات إرهابية على نطاق واسع. وبحسب التقرير الأمني الذي أعده تال باري، خبير أمني في معهد “ألما” الإسرائيلي، فإن هذه الوحدة تمتلك بنية تحتية إرهابية جاهزة للعمل الفوري في مختلف أنحاء العالم. وأشار التقرير إلى أن هذه الوحدة تعمل ضمن نطاق واسع من المناطق، ما يجعلها تهديدًا مباشرًا للإسرائيليين واليهود عالميًا.
تحليل الخطر:
أكد الباحث السويدي في شؤون الإرهاب ماغنوس رانستورب في تصريح لقناة tv4، أن هناك خطرًا كبيرًا يتمثل في أن حزب الله والمجموعات المدعومة من إيران قد تبدأ بالتحرك بعد مقتل حسن نصرالله. وأضاف رانستورب أن البنية التحتية الإرهابية لحزب الله تتيح لهم استهداف أهداف خارج حدود لبنان، بما في ذلك السفارات الإسرائيلية والإسرائيليين واليهود في مختلف أنحاء العالم.
وأشار رانستورب أيضًا إلى أن الرد الانتقامي لحزب الله ربما لا يستهدف إسرائيل بشكل مباشر، وإنما يمكن أن يمتد ليشمل أهدافًا مرتبطة بإسرائيل أو اليهود في بلدان أخرى، مما يزيد من مستوى التهديد العالمي.
سجل الوحدة 910 في الهجمات السابقة:
تمثل الوحدة 910 إحدى أكثر الفروع سرية في حزب الله، ويقودها القائد طلال حمية المعروف أيضًا باسم “أبو جعفر”، الذي يُعتقد أنه موجود في لبنان. وهذه الوحدة لها سجل من الهجمات الانتقامية منذ التسعينيات. بعد اغتيال القائد السابق لحزب الله، عباس الموسوي، في عام 1992، نفذت الوحدة سلسلة من الهجمات البارزة، بما في ذلك تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992، وتفجير المركز اليهودي في الأرجنتين عام 1994، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.
وفي أكتوبر 2017، عرضت الحكومة الأمريكية مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على القائد طلال حمية. وفي عام 2012، نفذت الوحدة عملية تفجير انتحاري استهدفت حافلة تقل سياحًا إسرائيليين في بورغاس، بلغاريا، مما أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين.
الترابط مع الحرس الثوري الإيراني:
تعمل الوحدة 910 بشكل وثيق مع الحرس الثوري الإيراني، المعروف باسم “فيلق القدس” التابع لقوات الحرس الثوري الإسلامي (IRGC). وبحسب تقرير تال باري، فإن الوحدة لعبت دورًا حاسمًا في ما يعرف بـ”حرب الظل” التي تقودها إيران ضد الغرب، حيث تقدم دعمًا لوجستيًا ومعلوماتيًا لعمليات تهدف إلى زعزعة استقرار المصالح الغربية وتعزيز النفوذ الإيراني في مناطق مختلفة من العالم.
خاتمة التقرير:
يشير التقرير الأمني الأخير إلى أن الوحدة 910 لحزب الله تشكل تهديدًا مستمرًا ومتصاعدًا ضد المصالح الإسرائيلية واليهودية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا. ومع تصاعد التوتر بعد مقتل حسن نصرالله، يبقى خطر تنفيذ عمليات إرهابية انتقامية أمرًا واردًا، ما يستدعي تعزيز الجهود الأمنية والاستخباراتية لرصد هذه التحركات ومنع حدوث هجمات جديدة.
يشير الارتباط الوثيق بين الوحدة 910 والحرس الثوري الإيراني إلى أن هذه العمليات جزء من استراتيجية أكبر تسعى إيران وحزب الله من خلالها إلى فرض نفوذهما واستهداف أعدائهما بشكل غير مباشر، مما يجعل الوضع الأمني أكثر تعقيدًا في المناطق التي تُعتبر عرضة لمثل هذه التهديدات.
المصدر: tv4