احتفل نواب يمينيون متطرفون في البرلمان الأوروبي بفوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولاية ثانية، معبرين عن أملهم في أن تلهم هذه “اللحظة التاريخية” نهجًا مشابهًا في أوروبا. ونشر أعضاء من تكتل “وطنيون من أجل أوروبا” فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يرتدون قبعات حمراء مكتوب عليها “اجعلوا أوروبا عظيمة مجددًا” على ألحان أغنية واي أم سي آيه، مقدمين تهانيهم لترامب من داخل البرلمان الأوروبي في بروكسل، وفقا لوكالة فرانس برس.
شارك في الاحتفال ممثلون عن أحزاب يمينية متطرفة، من بينها حزب “فوكس” الإسباني، “الحرية” النمساوي، و”فيدس” المجري الذي يقوده رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أحد أبرز حلفاء ترامب في أوروبا. ويستضيف أوربان في بودابست هذا الأسبوع قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27.
أشار النواب في رسالتهم إلى أن عودة ترامب تعكس “إرادة الشعب لاتجاه جديد وجريء”، مؤكدين أن “الوقت قد حان لأوروبا لتسير على نفس النهج.”
اختلاف ردود الفعل بين التيارات السياسية الأوروبية
بينما عبّر النواب اليمينيون عن فرحتهم بفوز ترامب، اتخذت التيارات الوسطية واليسارية في أوروبا لهجة حذرة، حيث دعا باسكال كانفين من تكتل “إعادة تجديد أوروبا” الوسطي إلى ضرورة تأكيد قوة الاتحاد الأوروبي في مواجهة “الترامبية”. واعتبر كانفين أن “مواجهة المقلدين لترامب في أوروبا تتطلب تمسكًا قويًا بوحدة القارة.”
من جانبه، دعا رافاييل غلوكسمان من تكتل الاشتراكيين والديموقراطيين إلى مزيد من الدعم لأوكرانيا وتعزيز الدفاعات الأوروبية، مشددًا على أهمية الوحدة الأوروبية لمواجهة التحديات العالمية.
زعيم يمين الوسط يدعو لتعزيز استقلالية الاتحاد الأوروبي
في المقابل، رحب مانفريد فيبر، زعيم تكتل حزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط، بفوز ترامب ووصفه بأنه “نقطة تحول تاريخية” للاتحاد الأوروبي، لكنه دعا أيضًا إلى تعزيز استقلالية أوروبا في الساحة الدولية. وأكد فيبر على أهمية بناء اتحاد دفاعي أوروبي وتقوية دور أوروبا في حلف شمال الأطلسي لحماية مصالح القارة.
مخاوف بشأن الالتزام الأميركي تجاه أوروبا
يأتي فوز ترامب وسط قلق واسع في بروكسل حول تأثير عودته على التزام الولايات المتحدة بالأمن الأوروبي، خاصة في ظل دعمها المتراجع لأوكرانيا. يخشى بعض القادة الأوروبيين أن تؤدي سياسات ترامب إلى تراجع دور واشنطن في الأمن الأوروبي، مما يعزز الحاجة إلى تعزيز التعاون الدفاعي داخل الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المستقبلية.