بيئة العمل أم ضغط الوظيفة: لماذا المدراء في السويد أقل عرضة للإجازات المرضية؟ وهل العمل من المنزل هو السبب؟
كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة “Falck” أن نسبة مرض المدراء كانت أقل بكثير من نسبة مرض الموظفين في شهر سبتمبر. على الأقل، هكذا تبدو الأرقام، لكن التحليل يكشف عن صورة أكثر تعقيدًا.
تعتبر شهور الخريف فترة يتزايد فيها عادةً عدد حالات المرض والإجازات المرضية، مع انتشار نزلات البرد والإنفلونزا وآلام المعدة والصداع. إلا أن هذا العام، كانت معدلات المرض منخفضة نسبيًا حتى الآن. ومع ذلك، تبرز فروقات كبيرة بين نسبة مرض المدراء ونسبة مرض الموظفين.
وفقًا للإحصائيات، كان حوالي 13% من الموظفين قد تعرضوا لإجازة مرضية قصيرة الأجل في شهر سبتمبر، مقارنة بـ 4% فقط من المدراء.
لماذا لا يمرض المدراء؟
أوضحت لينا-كارين آلينغر، وهي عالمة نفس ومستشارة تنظيمية لدى شركة فالِك، أن الفجوة الكبيرة بين النسب دفعتهم إلى إجراء أسئلة معمّقة مع المدراء. وأظهرت النتائج أن العديد من المدراء ببساطة لا يقدمون على الإجازة المرضية بل يواصلون العمل من منازلهم، حتى في حالة المرض.
وقالت آلينغر: “أكثر من 50% من المدراء صرحوا بأنهم متاحون ويعملون حتى وهم مرضى”. وتشير إلى أن التحول نحو العالم الرقمي أتاح فرصًا أكبر للعمل المرن، لكن في الوقت ذاته جعل من الصعب على المدراء فصل أنفسهم عن العمل حتى بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية.
التحديات التي تواجه المدراء
يشعر المدراء عادة بضغوطات كبيرة في العمل مع متطلبات من أعلى وأسفل الهرم الوظيفي، مما يدفعهم للبقاء متاحين دائمًا. بالإضافة إلى ذلك، يعمل العديد منهم بساعات مرنة أو بنظام الثقة، مما يجعل من الصعب عليهم الانفصال عن مهامهم حتى في حالة المرض.
وأكدت آلينغر أن الكثير من المدراء يفتقرون إلى هياكل دعم فعالة في بيئة العمل. وأظهرت دراسات سابقة أن المدراء يشعرون بمزيد من الضغط والتوتر مقارنة بالموظفين، كما أنهم يميلون إلى استهلاك الكحول بنسب أكبر. وتؤكد أن هذه الإشارات يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
أهمية وضع حدود واضحة
تشدد آلينغر على ضرورة مناقشة الحدود والتوقعات في بيئة العمل، سواء بالنسبة للمدراء أو الموظفين، للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية على المدى الطويل. وتقول: “بيئة العمل للمدراء غالبًا ما يتم تجاهلها، لكن يجب علينا أن نتحدث عن الحدود والتوقعات حتى نتمكن من الاستمرار في بيئة العمل بشكل صحي”.
حقائق عن الدراسة
تشمل الإحصائيات من “فالِك للمرض والصحة” حوالي 148 ألف موظف في 420 شركة مختلفة في السويد، من بينهم نحو 12 ألف مدير. ومن هؤلاء، تم توجيه أسئلة معمّقة حول الغياب المرضي إلى 100 مدير.
أظهرت الدراسة أن الأسباب الخمسة الأكثر شيوعًا للغياب في الشهر الماضي هي نزلات البرد، العناية بالأطفال المرضى، الصداع والدوار، الإنفلونزا، وآلام المعدة.
المصدر: