بين الغرف المغلقة والخوف المكشوف: كيف أصبحت فوبيا الموز قضية سياسية وإعلامية في السويد؟

فوبيا الموز تكسر المألوف في البرلمان السويدي. Paulina Brandberg وزيرة المساوة السويدية.

ستوكهولم: تُعدّ الفوبيا من الحالات الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص، حيث تتركز المخاوف غالبًا حول الأفاعي والفئران والعناكب. ومع ذلك، فإن الخوف من الموز يُعتبر ظاهرة نادرة للغاية. وقد تصدرت هذه الفوبيا عناوين الأخبار بعد الكشف عن معاناة وزيرة المساواة وشؤون العمل السويدية بولينا براندبري من هذه الحالة.

في بريد إلكتروني أُرسل قبل اجتماع مع رئيس البرلمان أندرياس نورلين، جاء في التعليمات: “يجب ألا توجد أي آثار للموز في الغرفة.” هذا الطلب أثار اهتمامًا واسعًا، ليس فقط في السويد بل على المستوى الدولي أيضًا.

فوبيا الموز – ليست حالة فردية

لم تكن براندبري الوحيدة التي تعاني من هذا النوع النادر من الفوبيا. حيث صرحت عضو البرلمان تيريزا كارفالو أنها تواجه مشاعر مشابهة.

وقالت كارفالو: “كل شيء متعلق بالموز يزعجني. أنا لا أحبه أبدًا. أعتقد أن لدي نوعًا من الفوبيا تجاهه”، مضيفة أنها عاشت هذه المشاعر منذ طفولتها.

ما هي الفوبيا؟

وفقًا للبروفيسور بير كارلبيرغ، أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة ستوكهولم، يعاني نحو 10% من النساء و5% من الرجال من نوع ما من الفوبيا.

وأضاف كارلبيري: “تشمل الأعراض الشائعة للفوبيا نوبات هلع، وخفقان في القلب، وشعور بالخوف وضيق التنفس. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يشعر الشخص وكأنه يواجه الموت.”

وعلى الرغم من ندرة فوبيا الموز، إلا أن هناك أنواعًا أخرى غير شائعة مثل الخوف من البالونات أو فقاعات الصابون، مما يدل على تعدد أشكال الفوبيا واختلاف مسبباتها.

علاج الفوبيا – نتائج فعالة

أكد كارلبيري أن علاج الفوبيا، بغض النظر عن نوعها، غالبًا ما يكون فعالًا للغاية.

وأوضح قائلاً: “إذا كانت الفوبيا تتعلق بالموز، يمكن أن تبدأ جلسات العلاج بتواجد الشخص في غرفة بها موزة. قد يسبب ذلك مستويات عالية من القلق في البداية، لكن الشعور بالخوف يتضاءل تدريجيًا. بعدها يمكن للشخص الاقتراب أكثر تدريجيًا.”

وأضاف أن نسبة نجاح العلاج قد تصل إلى 95%، وتستمر نتائجه لفترات طويلة، حتى بعد سنوات من العلاج.

مخاوف نادرة لكنها واقعية

على الرغم من غرابة هذه الفوبيا، إلا أن مشاركة شخصيات سياسية بمخاوفهم الشخصية تُبرز واقعيتها وتساهم في تسليط الضوء على قابلية علاج مثل هذه الحالات. تجارب براندبري وكارفالو تُظهر أن الفوبيا لا تميز بين الأشخاص، بغض النظر عن مكانتهم أو مسؤولياتهم.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع