شهدت السويد في الأيام الأخيرة تصاعدًا في حوادث العنف، بما في ذلك هجمات على السفارات الإسرائيلية وإطلاق نار، وسط تكهنات بوجود ارتباطات مع الجريمة المنظمة وعلاقات خارجية مشبوهة. خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الخميس، تحدث وزير العدل السويدي غونار سترومر، إلى جانب مسؤولين من الشرطة وجهاز الأمن السويدي (سابو) حول الوضع الأمني الراهن والإجراءات المتخذة لمواجهة التهديدات.
الوضع الأمني والتهديدات المحددة:
أشار وزير العدل، غونار سترومر، إلى أن الوضع الأمني في السويد لا يزال “خطيرًا”، مؤكدًا أن مستوى التهديد الإرهابي سيظل عند الدرجة الرابعة من مقياس مكون من خمس درجات. يأتي ذلك في ظل تحديد ثلاثة تهديدات رئيسية لأمن الدولة السويدية: التطرف العنيف والإرهاب، الجهات الحكومية المعادية للسويد، والجريمة المنظمة. وأكد سترومر أن هذه التهديدات ما زالت قائمة وتشكل تحديات مستمرة.
الهجمات على السفارات الإسرائيلية والشكوك حول الجهة الفاعلة:
أُطلقت النار يوم الثلاثاء الماضي قرب السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم، وهي حادثة تُظهر استمرار مستوى التهديدات العالي، رغم أنها لم تُصنف كعمل إرهابي حتى الآن. وفقًا لجهاز الأمن السويدي، هناك احتمالات بأن تكون إيران قد استخدمت عصابات إجرامية سويدية لتنفيذ هجمات على الأراضي السويدية. صرح فريدريك هالستروم من سابو بأن هناك عناصر تشير إلى احتمال تورط إيران، حيث قال: “لا يمكن استبعاد تورط إيران، بناءً على اختيار الهدف وأسلوب التنفيذ. لكنه افتراض وليس معرفة مؤكدة”.
تأثير الصراعات الإقليمية والعلاقات الدولية:
تتأثر التهديدات الأمنية في السويد بالوضع العالمي، لا سيما في ظل تصاعد الصراع في الشرق الأوسط. وقال هالستروم: “تصبح السويد ساحة للصراعات التي تدور بين دول أخرى”، مما يزيد من حدة التهديدات الأمنية على المستوى المحلي. وعلى الرغم من تراجع تهديد التطرف الإسلامي في الفترة الأخيرة، أشار هالستروم إلى أن السويد لم تعد تحت المجهر بنفس القدر الذي كانت عليه سابقًا في دعايات الجماعات المتطرفة.
الجريمة المنظمة وتأثيرها على الأمان العام:
لا يزال الجريمة المنظمة واحدًا من أكبر التهديدات التي تواجه السويد، حسبما ذكر وزير العدل. وأضاف: “ما زالت المشكلة عميقة وتؤثر على المجتمع بشكل كبير”. الهجمات على السفارات الإسرائيلية في ستوكهولم وكوبنهاغن، إلى جانب عمليات إطلاق النار في منطقة ستوكهولم، تعكس تأثيرات هذا النوع من الجريمة. وأكد سترومر على أهمية التعاون مع الشرطة الدنماركية وحكومة الدنمارك لمكافحة هذه الجرائم.
وجهة نظر الشرطة الوطنية:
من جانبه، علق يوهان أولسون، رئيس الإدارة الوطنية للعمليات (Noa) في الشرطة السويدية، بأن الهجمات الأخيرة تأتي “ضمن الإطار المعتاد للوضع”. وقال: “نحن نشهد فترات من العنف الشديد، يليها فترات من الهدوء، قبل أن تعود تلك الهجمات مجددًا”، مما يشير إلى النمط المتكرر لزيادة وانخفاض العنف في السويد.
المصدر: svt