دال ميديا: في خطوة مثيرة للجدل وتجاهل مباشر لقرار محكمة اتحادية، واصلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترحيل مئات المهاجرين الفنزويليين إلى السلفادور يوم الأحد، رغم إصدار قاضٍ فيدرالي أمرًا بوقف عمليات الترحيل مؤقتًا، حسب ما أفادت به وكالة أسوشيتد برس (AP).
وأظهرت مقاطع مصورة نشرها ترامب نفسه على منصته “تروث سوشيال”، لحظات نزول المهاجرين من الطائرات تحت الإكراه، حيث خضعوا فورًا لإجراءات مشددة تضمنت حلاقة رؤوسهم وشواربهم بالقوة من قبل قوات الشرطة السلفادورية.
تجاهل لأمر قضائي صريح
يأتي هذا التحرك رغم صدور قرار من القاضي الفيدرالي جيمس بواسبرغ مساء السبت، يقضي بوقف تنفيذ عمليات الترحيل فورًا، ويطالب الطائرات التي أقلعت بالعودة، بعد رفض المحكمة استخدام قانون “أعداء الأجانب” (Alien Enemies Act) كغطاء قانوني لترحيل هؤلاء الأشخاص دون محاكمة عادلة.
لكن، وفي تحدٍ صارخ للحكم، وصلت الطائرات بالفعل إلى السلفادور صباح الأحد، في حادثة أثارت موجة انتقادات دولية.
الرئيس السلفادوري ناييب بوكيله سخر من القرار القضائي عبر منشور قال فيه:
“أوه، فات الأوان!”، وأرفق المنشور برمز تعبيري ضاحك.
وأوضح أن 238 شخصًا يُشتبه بانتمائهم إلى عصابة “ترين دي أراغوا” الفنزويلية، و23 آخرين من عصابة MS-13 قد تم استقبالهم في بلاده.
ردود متناقضة من إدارة ترامب
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن امتنانه لبكيلة قائلًا عبر منصة “X”:
“شكرًا لمساعدتك وصداقة بلدك، الرئيس بوكيله”، مؤكدًا أن الترحيلات نُفذت بموجب قانون “أعداء الأجانب”، دون الإشارة إلى الحكم القضائي.
وأضاف في بيان:
“لقد تم طرد مئات المجرمين العنيفين من بلادنا”.
لكن اللافت أن السلطات الأمريكية لم تقدم أي دليل رسمي حتى الآن على أن هؤلاء المرحّلين متورطون فعليًا في أنشطة إجرامية.
حلاقة الرؤوس والاستقبال في السجن العملاق
في تصعيد إضافي، أظهرت المقاطع المصورة إجبار المرحلين على حلاقة رؤوسهم فور وصولهم، تمهيدًا لنقلهم إلى سجن “سيكوت” الضخم (CECOT) الذي يُعدّ الأكبر في أمريكا اللاتينية، وتبلغ طاقته الاستيعابية نحو 40 ألف سجين، نقلا عن صحيفة الغارديان Guardian.
نشر ترامب المقطع ذاته مع تعليق مثير قال فيه:
“هؤلاء هم الوحوش الذين جلبهم جو بايدن والحزب الديمقراطي إلى بلادنا… وشكرًا للرئيس بوكيله لأنه يفهم حجم الكارثة التي نعيشها.”
صفقة أمريكية – سلفادورية مقابل “رسوم إيواء” السجناء
مصادر أكدت أن عملية الترحيل جاءت نتيجة اتفاق ثنائي بين ترامب وبوكيله تم خلال لقائهما في فبراير، ويقضي بأن تستضيف السلفادور السجناء المرحّلين مقابل مبالغ مالية تدفعها واشنطن.
فنزويلا ترد بغضب: انتهاك للقانون الدولي
الحكومة الفنزويلية أصدرت بيانًا شديد اللهجة انتقدت فيه استخدام قانون “أعداء الأجانب”، معتبرة أنه يمثل “تجريمًا غير عادل للهجرة الفنزويلية”، وشبّهت الخطوة بـ “الصفحات السوداء في تاريخ الإنسانية”.
وأكّد البيان أن هذه الإجراءات تمثل تصعيدًا غير مبرر ضد فنزويلا وشعبها، وتفتقر إلى أي أساس قانوني أو إنساني.