ستوكهولم: تشهد السويد تزايدًا ملحوظًا في اهتمام الشباب بمفهوم “الحد من الإدمان الرقمي” أو ما يُعرف بـ الحد الأدنى الرقمي، حيث كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة مرصد الشباب “Ungdomsbarometern” أن 75% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا يشعرون بأنهم يقضون وقتًا زائدًا أمام الشاشات، خاصة بعد فترة الأعياد.
اتجاه متزايد نحو “الحد الأدنى الرقمي”
التقرير الذي شمل 11,137 مشاركًا، أظهر أن العديد من الشباب أصبحوا أكثر وعيًا بتأثير التكنولوجيا المفرط على صحتهم النفسية، ما دفع البعض لاعتماد أساليب مثل:
- الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي.
- تقليل استخدام الهواتف الذكية.
- شراء هواتف ذات وظائف محدودة (الهواتف التقليدية).
الطالبة ماتيلدا والوند.. قصة نجاح
أحد الأمثلة البارزة هي الطالبة ماتيلدا والوند، التي قررت التخلي تمامًا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعد شعورها بأنها تقضي وقتًا طويلاً بالتمرير دون فائدة حقيقية.
ما هو مفهوم الحد الأدنى الرقمي؟
يُعرف الحد الأدنى الرقمي (Digital Minimalism) بأنه نهج يعتمد على تقليل استخدام التكنولوجيا إلى الأنشطة التي تتوافق مع القيم الشخصية والاحتياجات الحقيقية للفرد.
وقد اشتهر هذا المصطلح بعد نشر كتاب Cal Newport عام 2019، الذي يدعو إلى تقليل الإلهاء الرقمي والتركيز على الأنشطة ذات القيمة العالية مثل:
- القراءة.
- الرياضة.
- اللقاءات الاجتماعية الواقعية.
تعليق الخبراء
تقول ليزا إليوت، الباحثة في جامعة أوربرو والمتخصصة في دراسات الحد من التكنولوجيا:
“أشارت العديد من الدراسات إلى أن الشباب يميلون إلى استخدام الشاشات كوسيلة للهروب من الضغط النفسي أو الملل، مما قد يؤثر سلبًا على الصحة العقلية والرفاهية العامة.”
وأضافت:
“عندما يصبح استخدام الشاشة هو النشاط الافتراضي خلال فترات الفراغ، يفقد الأفراد الوعي بمرور الوقت، مما يؤدي إلى الشعور بالإنهاك العاطفي والانعزال.”
استراتيجيات تطبيق الحد الأدنى الرقمي
وفقًا للتقرير، تبنى العديد من الشباب السويديين ممارسات جديدة للتحكم في استخدام الشاشات، مثل:
- إزالة تطبيقات التواصل الاجتماعي أو تعطيل الإشعارات.
- إنشاء مناطق خالية من الهواتف في المنزل (مثل غرفة الطعام).
- تحديد أوقات محددة لاستخدام الهاتف يوميًا.
مخاوف ومخاطر محتملة: الخوف من فقدان التواصل (FOMO)
رغم الفوائد الواضحة، أشارت إليوت إلى بعض التحديات التي قد يواجهها الأشخاص الذين يطبقون هذه المبادئ، بما في ذلك:
- الخوف من فقدان المعلومات (FOMO)، خاصة مع الاعتماد الواسع على التكنولوجيا للبقاء على اتصال.
- صعوبة الابتعاد عن المعايير الرقمية في مجتمع يعتمد بشكل كبير على المنصات الرقمية للتواصل المهني والاجتماعي.
ومع ذلك، أكدت أن العديد من الأشخاص وجدوا بدائل مثل:
- إجراء مكالمات هاتفية بدلاً من الرسائل النصية.
- تحديد لقاءات وجهاً لوجه بدلًا من الدردشة الرقمية.
هل تصبح هذه الظاهرة اتجاهًا عالميًا؟
مع تزايد الوعي حول أضرار الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، يبدو أن الحد الأدنى الرقمي يتحول تدريجيًا من اتجاه فردي إلى حركة اجتماعية أوسع، تدعو إلى استعادة التوازن الصحي بين الحياة الواقعية والافتراضية.
المصدر: svt