دال ميديا: في تقرير نشرته قناة SVT السويدية كشفت أمراً مثيراً للجدل حول ظهور أعلام تنظيم “داعش” في بعض الاحتفالات بسوريا بعد سقوط النظام. التقرير الذي أثار جدلاً واسعاً تناول مشاهد من الاحتفالات التي تضمنت رفع الأعلام السوداء التي اشتهرت بأنها رمز للتنظيم المتطرف، مما فتح باب النقاش حول معاني هذا التصرف وتأثيراته على الوضع السياسي والأمني في البلاد.
“داعش” والراية السوداء: رمزية متعددة الأوجه
وفقاً للتقرير الذي نشرته SVT، فإن الراية السوداء التي تحمل الشهادتين أصبحت رمزاً إشكالياً يثير الجدل بين كونه تعبيراً دينياً وبين كونه دعماً لفكر “داعش”.
الباحث السوري أوروا عجوب، المتخصص في دراسة الحركات الجهادية، قال لـSVT إن الراية السوداء تُستخدم أحياناً كرمز ديني لدى بعض المجموعات المحافظة، لكنها في الوقت نفسه تحمل معانٍ سياسية خطيرة عندما تُرفع في هذا السياق. عجوب أشار إلى أن الخلايا النائمة لتنظيم “داعش” لا تزال موجودة في شرق سوريا وقد تستغل أي فراغ أمني لإعادة نشاطها.
على النقيض، أوضح محمد فضل الهاشمي، أستاذ علم اللاهوت الإسلامي في جامعة أوبسالا، في حديثه لـSVT أن الراية السوداء أصبحت جزءاً من الهوية البصرية لتنظيم “داعش”، ولا يمكن فصلها عن ممارساته الوحشية. “أي شخص يرفع هذه الراية يعلم تماماً الرسالة التي ينقلها، وهي إما تأييد للتنظيم أو التعاطف مع أفكاره”، يوضح فضل الهاشمي.
خطر تصاعد التطرف في سوريا
التقرير أشار إلى أن سقوط النظام في سوريا خلق فراغاً سياسياً قد يؤدي إلى تعزيز نفوذ الحركات المتطرفة، كما حدث في دول أخرى بعد سقوط أنظمتها. فضل الهاشمي أكد في حديثه مع SVT أن هناك خطر حقيقي من تصاعد الفكر المتطرف في هذه الظروف، خاصة في ظل التشابه مع تجارب سابقة مثل مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك.
في المقابل، قال عجوب إن الجماعات المسلحة مثل “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على شمال سوريا، تعتبر “داعش” عدواً رئيسياً وتسعى للقضاء عليه. لكنه أكد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب استقراراً سياسياً ودعماً دولياً للحفاظ على أمن المنطقة.
تداعيات رفع الأعلام
التقرير اختتم بتساؤلات حول ما إذا كانت هذه المشاهد تعبر عن عودة الفكر المتطرف أو أنها مجرد تصرفات عشوائية. ومع ذلك، يشير محللون إلى أن رفع أعلام “داعش” في الاحتفالات يشير إلى خطر محتمل لتصاعد الفكر المتطرف في منطقة لا تزال تعاني من تداعيات سنوات من الحرب والفوضى.
التقرير الذي نشرته SVT يسلط الضوء على أهمية الحذر في التعامل مع هذه الظواهر، حيث إن أي تهاون قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار في سوريا والمنطقة بأكملها.
المصدر: SVT