مع تزايد تأثيرات التغيرات المناخية، يتوقع أن تزداد وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، مما يهدد سلامة الطرق والسكك الحديدية في السويد. تقرير جديد من مؤسسة “Svenskt Näringsliv” يدعو إلى اتخاذ إجراءات سريعة للتكيف مع المناخ والحد من مخاطر الانهيارات الأرضية والفيضانات.
الظواهر الجوية المتطرفة: تهديد متزايد للبنية التحتية
وفقًا لتقرير مؤسسة “Svenskt Näringsliv” و هي منظمة اقتصادية سويدية رئيسية تمثل مصالح القطاع الخاص والشركات في السويد، فإن الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأمطار الغزيرة والعواصف القوية ستصبح أكثر شيوعًا في المستقبل، مما سيؤثر بشكل كبير على الطرق والجسور والسكك الحديدية في مختلف أنحاء البلاد. ويشير التقرير إلى أن هناك تسعة مناطق في السويد معرضة بشكل خاص لمخاطر الانهيارات الأرضية والفيضانات، تمتد من منطقة سكونه في الجنوب وصولاً إلى غاليفاره في نوربوتن.
تجربة عاصفة هانس: درس قاسٍ لأري
تعتبر تجربة بلدة أري مع العاصفة “هانس” مثالاً واضحًا على الأضرار التي يمكن أن تسببها الظواهر الجوية المتطرفة. في الخريف الماضي، تسببت العاصفة في فيضان نهر “موروفيكسان”، مما أدى إلى تدمير الجسور والطرق، وتدفق الطمي والمياه إلى المنازل، مما جعل بعض المنازل تبدو وكأنها معلقة في الهواء.
اليوم، تعمل بلدية Åre على إعادة بناء البنية التحتية المتضررة، بما في ذلك تعزيز الجسور وتوسيع مجرى المياه لاستيعاب كميات أكبر من المياه مستقبلاً. يقول فيكتور إيدلوند، مدير المشروع في بلدية Åre: “نقوم بتعزيز الجسر وتوسيع مجرى المياه حتى نكون مستعدين لمواجهة كميات أكبر من المياه في المستقبل”.
التكيف مع التغير المناخي: الحاجة إلى إجراءات عاجلة
يؤكد نيلس بول، خبير البنية التحتية في “Svenskt Näringsliv”، على ضرورة تسريع تنفيذ الإجراءات التي تهدف إلى التكيف مع التغير المناخي. ويشير إلى أهمية تعديل الطرق والسكك الحديدية في المناطق المعرضة لخطر الفيضانات، مثل رفع مستوى السكك الحديدية في المناطق المعرضة للغمر، وضمان وجود أنظمة فعالة لتصريف المياه على الطرق لتفادي تجمع المياه الذي قد يؤدي إلى انهيار الطرق.
ويضيف نيلس بول: “هذه التحديات تحتاج إلى معالجة فورية. من الضروري اتخاذ إجراءات سريعة لحماية البنية التحتية من آثار الظواهر الجوية المتزايدة”.
خطط مستقبلية للحماية والتكيف مع تغير المناخ
يأتي هذا التقرير في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى العمل على تحسين جاهزية البنية التحتية لمواجهة التغيرات المناخية. إذ يتطلب التعامل مع مخاطر الانهيارات الأرضية والفيضانات جهوداً مشتركة بين الحكومة، البلديات، والقطاع الخاص. ويشير الخبراء إلى أن استثمارات كبيرة ستكون ضرورية لتعزيز متانة البنية التحتية، مثل بناء حواجز فيضانات وتحديث أنظمة الصرف على الطرق والسكك الحديدية.
يرى الكثيرون أن التجربة المريرة التي مرت بها بلدة Åre قد تكون حافزاً لبقية المناطق في السويد لاتخاذ خطوات استباقية للتكيف مع التغيرات المناخية المتزايدة، وضمان حماية السكان والممتلكات من تأثيرات الظواهر الجوية الشديدة.
المصدر: tv4