دال ميديا: تواجه القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا تحديات متزايدة مع تزايد الهجمات التي تشنها فصائل مدعومة من تركيا. في تقرير أوردته قناة TV4 السويدية، أُثيرت مخاوف جدية من أن هذه التطورات قد تؤدي إلى فقدان السيطرة على آلاف عناصر تنظيم داعش المحتجزين في السجون المؤقتة، وهو ما يمثل خطرًا أمنيًا عالميًا.
آلاف الأسرى في خطر الهروب
وفقًا للتقرير، تُشرف قوات سوريا الديمقراطية (SDF) على حوالي 10,000 عنصر من تنظيم داعش في سجون مؤقتة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم في مخيمات، وسط ظروف وُصفت سابقًا بأنها “حرجة”. الجنرال الأمريكي السابق جوزيف فوتيل، الذي قاد المعارك ضد داعش، حذر من خطورة الوضع، واصفًا السجناء بأنهم “جيش إرهابي محتجز خلف القضبان”.
وأضاف التقرير أن السجون تضم أسرى من سوريا والعراق، بالإضافة إلى عدد كبير من الجنسيات الأجنبية، من أوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها. إلا أن العديد من الدول ترفض إعادة مواطنيها، مما يُبقي الأسرى في حالة “فراغ قانوني” وصعوبة في التعامل معهم.
تصاعد التوترات مع تركيا
تزامنت هذه المخاوف مع تصعيد الفصائل المدعومة من تركيا لهجماتها على قوات سوريا الديمقراطية. وفقًا لما نقلته قناة TV4 عن مسؤول أمريكي رفيع، فإن هذا التصعيد يهدد بتقويض قدرة القوات الكردية على تأمين السجون، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى هروب جماعي للأسرى. المسؤول وصف الوضع بأنه “قنبلة موقوتة”، محذرًا من كارثة وشيكة إذا استمر التصعيد.
داعش المستفيد الأكبر
السيناتور الأمريكي كريس فان هولن أشار في تصريحاته إلى أن تنظيم داعش هو المستفيد الرئيسي من هذه الفوضى. وأكد أن دعم تركيا لهذه الهجمات يفاقم الوضع، مشيرًا إلى أن هذه الديناميكيات قد تُعيد النشاط للتنظيم في المنطقة.
حوادث فرار سابقة تعزز المخاوف
ذكر التقرير حادثة سابقة في عام 2022 عندما حاول تنظيم داعش تحرير عناصره من سجن غويران في الحسكة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة استمرت لأكثر من أسبوع وأسفرت عن مقتل مئات الأشخاص. كانت تلك الحادثة بمثابة تحذير واضح من المخاطر المحتملة لأي ضعف في السيطرة على السجون.
التزام أمريكي بمواجهة داعش
رغم الأوضاع المتدهورة، أكدت الولايات المتحدة التزامها بمواصلة العمليات العسكرية ضد داعش في سوريا. قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال إريك كوريلا، صرح أن واشنطن لن تسمح للتنظيم بإعادة بناء نفسه، متعهدًا باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع أي تهديد أمني.
هل يتحول الوضع إلى كارثة؟
مع استمرار التصعيد والهجمات المتزايدة على قوات سوريا الديمقراطية، يبدو أن الوضع في شمال شرق سوريا قد يشهد تطورات دراماتيكية. ما إذا كان المجتمع الدولي سيتحرك لتجنب كارثة محتملة يبقى سؤالًا مفتوحًا في ضوء هذه التوترات المتصاعدة.
المصدر: TV4