دال ميديا: كشف التلفزيون السويدي (SVT) في تقرير خاص، أن شبكات إجرامية منظمة تعمل على توسيع نفوذها في شمال السويد، مستغلة الطلب المتزايد على المخدرات وقرب المناطق الحدودية من فنلندا، ما جعل هذه المنطقة طريقًا استراتيجيًا لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة إلى السوق الفنلندية.
وأكد التقرير أن السبب الرئيسي وراء هذا التوسع يعود إلى الفروق الاقتصادية بين البلدين، حيث تُباع المخدرات بأسعار أعلى في فنلندا بفضل قوة اليورو مقارنة بضعف الكرونة السويدية.
وقال أحد أعضاء هذه الشبكات – ويُدعى “لوكاس” وهو اسم مستعار – إن العصابات تدرك جيدًا مكامن الربح وتتحرك وفقًا للواقع الاقتصادي، موضحًا:
“اليورو قوي، والكرونة السويدية ضعيفة حاليًا. الأسعار في فنلندا أعلى، وهناك المال الحقيقي.”
لوكاس، الذي أدين سابقًا بتهم متعددة بينها حيازة المخدرات وجرائم مخدرات خطيرة، أضاف في حديثه مع SVT أنه كان مشاركًا بشكل مباشر في عمليات بيع ونقل المخدرات عبر الحدود الشمالية باستخدام الطرق البرية.
الشرطة الفنلندية تُحذر من تصاعد التهريب عبر الحدود
من جانبها، أكدت الشرطة الجنائية المركزية في فنلندا وجود ارتفاع ملحوظ في تهريب المخدرات من شمال السويد، لا سيما الأمفيتامين، بالإضافة إلى الحشيش والكوكايين اللذين أصبحا أكثر شيوعًا مؤخرًا.
ويُقدّر عدد المركبات التي تعبر الحدود بين هابّارندا (Haparanda) وتورنيو (Torneå) بنحو خمسة ملايين مركبة سنويًا، ما يجعل مهمة مراقبة حركة التهريب معقدة للغاية، بحسب ما ورد في التقرير.
اقتصاد الجريمة يستغل ضعف العملة والحدود المفتوحة
أشار التقرير إلى أن الشبكات الإجرامية باتت تستغل الفروقات الاقتصادية والانفتاح الحدودي بين دول الشمال الأوروبي، لا سيما في المناطق الريفية والنائية، لتنفيذ عمليات تهريب واسعة النطاق، وسط تحذيرات من تصاعد هذه الأنشطة دون تدخل أمني حازم.
وتدعو السلطات في كلا البلدين إلى تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي لرصد تحركات هذه الشبكات والحد من تدفق المخدرات إلى السوق الفنلندية.