ثلاث ساعات بين تدخل الشرطة ووصول الفرق الطبية.. مؤتمر صحفي يكشف حقائق جديدة عن مجزرة أوريبرو

هجوم على مدرسة في مدينة أوريبرو. TT

دال ميديا: بعد المؤتمر الصحفي للشرطة اليوم، ظهرت تفاصيل جديدة حول مجريات المجزرة التي وقعت في مدرسة Risbergska، حيث قدمت الشرطة جدولًا زمنيًا مفصلًا حول استجابتها. أحد أبرز النقاط المثيرة للجدل كان التأخير الطويل في دخول الفرق الطبية إلى المبنى، وهو ما أثار انتقادات حادة من قبل عائلات الضحايا.

استراتيجية الشرطة: تأمين الموقع أولًا

وفقًا للشرطة، فإن تكتيكها في التعامل مع الهجمات المسلحة (PDV) يعتمد على تأمين المكان بالكامل قبل السماح للفرق الطبية بالدخول، خاصة أن المبنى كان واسعًا للغاية، ولم يكن من المؤكد أن المنفذ تصرف بمفرده.

“كان علينا التأكد تمامًا من عدم وجود مسلحين آخرين قبل السماح للفرق الطبية بالدخول. لم يكن هناك أي ضمان بأن المهاجم كان يعمل بمفرده، مما تطلب وقتًا إضافيًا لتأمين المبنى”، أوضحت الشرطة خلال المؤتمر.

خبيرة أمنية تدافع عن تكتيكات الشرطة

آنا بيرغستروم، خبيرة الأمن في شركة 2Secure والتي كانت سابقًا ضابطة شرطة، أكدت أن الإجراءات المتبعة تتماشى مع المعايير التدريبية لمواجهة الهجمات المسلحة.

“من الطبيعي أن يكون هناك انتقادات، لكن الشرطة تصرفت وفقًا للتكتيك والتدريب المتبع. لا يمكنني انتقاد استجابتهم، لأن الأولوية دائمًا هي تحييد التهديد قبل السماح بدخول المسعفين”، صرّحت بيرغستروم.

لماذا استغرق الأمر ثلاث ساعات قبل دخول الفرق الطبية؟

بحسب وثائق حصلت عليها TV4، استغرق الأمر حوالي ثلاث ساعات منذ وصول الشرطة إلى الموقع حتى تم السماح للفرق الطبية بدخول المبنى. وقد أدى هذا إلى احتجاجات من قبل أهالي الضحايا، الذين يرون أن التأخير ربما حال دون إنقاذ المصابين.

بيرغستروم أوضحت أن السبب الرئيسي لهذا التأخير هو الحفاظ على سلامة طواقم الإسعاف، لأنهم لا يحملون أسلحة، وبالتالي لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم في حال كان هناك مهاجم آخر مختبئًا داخل المبنى.

“الأولوية الأولى هي التأكد من عدم وجود خطر مستمر داخل المدرسة. لا يمكن إرسال المسعفين إلى بيئة قد تكون لا تزال غير آمنة”، قالت بيرغستروم.

الفوضى أمر لا مفر منه في مثل هذه الهجمات

على الرغم من وجود تدريبات واستراتيجيات محددة للتعامل مع الهجمات المسلحة، أكدت بيرغستروم أن الفوضى أمر لا مفر منه في مثل هذه السيناريوهات.

“لا توجد استجابة مثالية، مهما كان التدريب محكمًا. سيكون هناك دائمًا لحظات من الفوضى وعدم اليقين، وهذا طبيعي في مثل هذه المواقف. الأهم هو أن يتصرف كل من هو في الموقع، سواء كان من الطاقم التدريسي، الطلاب، أو رجال الشرطة، بأفضل طريقة ممكنة لإنقاذ الأرواح”، أوضحت بيرغستروم.

التدريب على الإسعافات الأولية يمكن أن ينقذ الأرواح

أكدت بيرغستروم على أهمية تدريب الطلاب والعاملين في المدارس على الإسعافات الأولية الأساسية، مثل كيفية وقف النزيف، لأنه في مثل هذه المواقف، قد لا يتمكن المسعفون من الوصول بسرعة كافية لإنقاذ المصابين.

“من المهم أن يعرف الجميع كيف يمكنهم التصرف. إذا كنت في خطر مباشر، لا يمكنك مساعدة الآخرين. كما أقول دائمًا: لا يمكنك إنقاذ أحد إذا كنت أنت نفسك في خطر مميت”، شددت بيرغستروم.

هل تحتاج الشرطة إلى تغيير تكتيكاتها؟

بينما ترى الشرطة وخبراء الأمن أن الإجراءات التي تم اتخاذها كانت ضرورية، يظل السؤال مطروحًا: هل يمكن تحسين استجابة الطوارئ بحيث يتم تقليل وقت الانتظار للمصابين دون تعريض الفرق الطبية للخطر؟

تستمر التحقيقات في محاولة تحديد أي دروس يمكن تعلمها من هذه الفاجعة، بينما تظل عائلات الضحايا تطالب بمراجعة البروتوكولات لضمان عدم تكرار هذا السيناريو في المستقبل.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع