دال ميديا: شهد العالم تطورًا غير متوقع مع الإعلان عن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أكثر من 13 عامًا من الصراع الذي خلف مئات الآلاف من الضحايا وملايين اللاجئين. ومع انتشار أخبار الانهيار، تباينت ردود الأفعال الدولية بين الترحيب بهذا التحول والتحذير من مستقبل غامض ينتظر البلاد.
في السويد، علقت وزيرة الخارجية ماريا مالمير ستينرغارد على الحدث بوصفه تحولًا كبيرًا في الأزمة السورية، لكنها أكدت في بيان مكتوب على أهمية التركيز على المرحلة المقبلة لضمان انتقال منظم للسلطة. وأوضحت أن الأولوية يجب أن تكون لحماية المدنيين والبنية التحتية، بالإضافة إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفقًا للقانون الإنساني الدولي. وأضافت: “سقوط نظام الأسد يمثل نهاية لواحد من أكثر الأنظمة وحشية في التاريخ الحديث، لكن الطريق نحو الاستقرار لا يزال طويلًا.”
على الصعيد الدولي، رحبت فرنسا بسقوط النظام، حيث قال وزير خارجيتها إن هذه اللحظة تمثل فرصة فريدة لتحقيق الوحدة الوطنية في سوريا، داعيًا إلى انتقال سلمي للسلطة يحترم تنوع الشعب السوري. واعتبر أن المجتمع الدولي يجب أن يلعب دورًا رئيسيًا في ضمان استقرار البلاد ومنع عودتها إلى دائرة الفوضى.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة، عبر مبعوثها الخاص غير بيدرسون، جميع الأطراف السورية إلى ضبط النفس والحفاظ على القانون والنظام. وأشار بيدرسون إلى أن الوضع في سوريا ما زال هشًا، مع غياب أي معلومات مؤكدة عن مكان وجود بشار الأسد، مما يثير مزيدًا من الغموض حول المرحلة المقبلة.
على الجانب التحليلي، وصف الخبير في شؤون الشرق الأوسط آرون لوند، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمحلل في FOI (معهد الدفاع السويدي)، سقوط النظام بأنه تطور لم يكن متوقعًا قبل أسابيع قليلة. وأضاف: “النظام انهار بسرعة بعد تلقيه ضربات قاسية، خاصة مع فقدانه السيطرة على حلب.” لكنه حذر من أن تحقيق الديمقراطية في سوريا قد يكون بعيد المنال في ظل الانقسامات والتحديات التي تواجه البلاد. وأكد: “السؤال الأهم الآن هو: هل ستتمكن سوريا من تشكيل حكومة قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية؟”
وفيما يتعلق بالأوضاع الميدانية، أشارت التقارير إلى سيطرة المعارضة على مدن رئيسية، بما في ذلك دمشق وحلب وحمص، لكن هذه التطورات جاءت مصحوبة بحالة من الفوضى وأعمال نهب وسلب في العديد من المناطق، في ظل غياب شبه كامل للقوات الأمنية.
و بينما يعيش السوريون لحظات وصفت بـ”التاريخية” مع نهاية نظام الأسد، يبقى المستقبل مفتوحًا على كافة الاحتمالات. وبالرغم من الترحيب الدولي بسقوط النظام، تظل التحديات المتمثلة في تحقيق استقرار سياسي وأمني وبناء نظام جديد قادرة على تلبية تطلعات الشعب السوري هي المهمة الأصعب في المرحلة المقبلة.
المصدر: svt