دال ميديا: رغم الإجماع العلمي حول أهمية النشاط البدني لتحسين نوعية النوم، كشفت دراسة حديثة نتائج غير متوقعة بشأن نوع التمارين التي تُعدّ الأكثر فعالية في تعزيز النوم، خصوصًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
فبحسب الباحثة السويدية المتخصصة في علم النوم، غيتا هيدين، فإن الدراسة الجديدة أظهرت أن تمارين القوة الخفيفة (التي تعتمد على رفع أوزان خفيفة دون مجهود مكثف) تعطي نتائج أفضل من التمارين الهوائية المعتادة مثل المشي أو ركوب الدراجة أو الركض الخفيف.
“أنا شخصيًا فوجئت بهذه النتائج، لأنها تتعارض مع ما اعتدنا على رؤيته في الدراسات السابقة”، تقول غيتا هيدين في مقابلة على قناة TV4.
تغيّر في المفاهيم
وأوضحت هيدين أن الدراسات السابقة كانت تشير إلى أن التمارين الهوائية منخفضة الشدة هي الأكثر فاعلية في تحسين جودة النوم، بينما بيّنت الدراسة الجديدة، وهي عبارة عن مراجعة تحليلية شاملة لعدة دراسات سابقة، أن تدريب العضلات بمجهود خفيف هو الأكثر تأثيرًا إيجابيًا على نوم كبار السن.
لكنها أشارت إلى أن النتائج لا تعني بالضرورة أن نفس التأثير ينطبق على الفئات العمرية الأصغر، حيث يختلف نمط النوم من مرحلة عمرية لأخرى. فعلى سبيل المثال، غالبًا ما يعاني الشباب من اضطرابات في النوم بسبب النشاط الزائد في ساعات المساء.
التمارين المناسبة: خفيفة ومعتدلة
بحسب ما ورد في الدراسة، فإن تمارين القوة الخفيفة التي لا تُجهد الجسم بشكل مفرط تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحفيز النوم العميق بشكل أفضل من التمارين الشديدة التي قد تؤدي إلى زيادة نشاط الجسم وتأخير الاسترخاء.
وتضيف هيدين:
“من المهم أن لا يبالغ كبار السن في رفع الأوزان الثقيلة، فالمطلوب هنا ليس بناء عضلات ضخمة، بل تحفيز الجسد على الاسترخاء بطريقة فعالة”.
خطوة جديدة في عالم النوم الصحي
وتؤكد هيدين أن هذه النتائج تمثل إضافة نوعية في فهم العلاقة بين النشاط البدني وجودة النوم، وتفتح المجال أمام مزيد من الدراسات لاستكشاف تأثير التمارين المختلفة على النوم في جميع الأعمار.