أثار حضور ضيف في حفل زفاف جيمي أوكيسون، زعيم حزب ديمقراطيو السويد (SD)، جدلاً واسعًا بعدما تبيّن أن له صلات بقيادية في عصابة الدراجات النارية الإجرامية “كومانشز”. أوكيسون ادعى أن معرفته بالرجل سطحية، لكن تقارير صحفية تشير إلى أن الرجل كان ضيفًا منتظمًا في حفلات خاصة لأوكيسون لعدة سنوات.
وبحسب ما ورد في صحيفة “أفتونبلادت”، فإن الرجل الذي كان ضيفًا في حفل الزفاف كان أيضًا ضيفًا على “حفل البريق” الذي أقامه أوكيسون في عام 2018، وهو حفل خاص يوصف بأنه مخصص فقط للأشخاص الذين حصلوا على رضى أوكيسون. كما زُعم أنه زار مدينة Sölvesborg أكثر من مرة وأقام لدى أقارب لأوكيسون. وقد أثارت هذه التفاصيل تساؤلات حول مدى معرفة أوكيسون بعلاقات الرجل وخلفيته.
جيمي أوكيسون قال في تصريحات سابقة إنه لم يكن على علم بخلفية الرجل الإجرامية، وأشار إلى أن الرجل كان مدعوًا بصفة شريك لرئيسة مجموعة SD البرلمانية السابقة، ماتياش كارلسون، التي كانت على علاقة سابقة بالرجل. وأضاف أوكيسون عبر منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أنه هو وزوجته لم يكونا على علم بخلفية الرجل ضمن البيئة الإجرامية لعصابات الدراجات النارية.
من ناحية أخرى، كان عدد من أعضاء حزب ديمقراطيو السويد وقسم العلاقات العامة في الحزب على علم بخلفية الضيف الإجرامية، ولكن لم يتم إبلاغ أوكيسون بذلك. وأكد ماتياش كارلسون أنه لم يكن لديه أي تواصل مع أوكيسون بخصوص قائمة الضيوف ولم يبلغه عن خلفية الرجل. وقال كارلسون في منشور له على منصة “إكس”: “لم أكن على علم بأن شريك السابقة قد اختار مؤخرًا تولي منصب قيادي في منظمة مشبوهة للغاية”.
وقال أوسكار كافالي-بيوركمان، المتحدث الإعلامي باسم الحزب، في تصريح لوسائل الإعلام، إنه لا يرى أن تفاصيل حياة شريك سابقة لعضو برلماني تتطلب إبلاغ قيادة الحزب. وأضاف: “إنه من غير المنطقي أن تكون معلومات حول شريك سابق لعضو في البرلمان ذات صلة لتصل إلى القمة القيادية في الحزب”.
كما أكد ريتشارد يومشوف، أحد قادة الحزب، معرفته بخلفية الضيف، لكنه لم يقم بإبلاغ أوكيسون بذلك، مما زاد من حدة الانتقادات حول كيفية التعامل مع هذه القضية داخل الحزب. وأوضح يومشوف في منشور على منصة “إكس” أنه لم يرَ ضرورة في إبلاغ أوكيسون بمثل هذه المعلومات، مشيرًا إلى أن الدعوة كانت تتعلق بحفل شخصي وليست فعالية رسمية للحزب.
وقد أثارت هذه القضية جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث تساءل الكثيرون حول مدى شفافية حزب ديمقراطيو السويد في التعامل مع هذه القضية وحول المعايير التي يتبعها الحزب في اختيار ضيوف فعالياته الخاصة. كما دعت بعض الأصوات المعارضة إلى ضرورة إجراء مراجعة داخلية للتأكد من عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
من جهته، قال المحلل السياسي سفين أندرسون في مقابلة مع قناة “SVT”، إن هذه القضية قد تؤثر سلبًا على صورة حزب ديمقراطيو السويد، خاصة في ظل محاولاتهم المستمرة لتحسين صورتهم والتخلص من السمعة السلبية المتعلقة بالصلات مع الجماعات المتطرفة والإجرامية. وأضاف أندرسون: “هذا النوع من الأخبار يضع الحزب في موقف دفاعي، ويثير تساؤلات حول مدى قدرتهم على اتخاذ قرارات حازمة فيما يتعلق بعلاقاتهم الاجتماعية والسياسية”.
في النهاية، تبقى قضية حضور الضيف المرتبط بالعصابات الإجرامية في حفل زفاف جيمي أوكيسون موضوعًا يثير الكثير من التساؤلات حول الشفافية والمعايير الأخلاقية في الحياة السياسية، ومدى تأثير هذه العلاقات على مستقبل الحزب ومصداقيته أمام الناخبين.
المصدر: svt