دال ميديا: فيما تتصاعد المطالب بإطلاق سراح الصحفي السويدي يواكيم مدين المعتقل في تركيا منذ 27 مارس، يرى الصحفي الألماني دنيز يوجِل – الذي قضى أكثر من عام في سجون تركيا – أن الطريق الأنجع ليس بالمطالبة المباشرة بالإفراج، بل عبر الضغط لتقديم لائحة اتهام رسمية.
يوجل، الذي كان يعمل مراسلًا لصحيفة Die Welt الألمانية، اعتُقل في فبراير 2017 بتهم تتعلق بـ”الدعاية الإرهابية” و”تقويض الدولة”، لكنه أُطلق سراحه فور صدور لائحة الاتهام، رغم أن محاكمته استمرت بعد الإفراج عنه.
وقال يوجِل في لقاء مع SVT في برلين:
“تركيا ليست دولة قانون بالمعنى الكامل، لكنها تحاول الظهور وكأن لديها نظام عدالة مستقل. لذلك، حين تطالب السويد بالإفراج عن يواكيم، ترد تركيا بأنها لا تتدخل في قرارات القضاء.”
وأضاف أن المطالبة بتقديم لائحة اتهام لا تعني تبرئة، لكنها تفتح بابًا قانونيًا لطلب الإفراج المشروط، مثل الإقامة الجبرية أو حظر السفر بدلًا من الحبس، مما يعد خطوة في الاتجاه الصحيح.
وفي تطوّر جديد، تلقى يواكيم مدين مكالمة هاتفية هي الأولى منذ اعتقاله، تحدث فيها مع زوجته صوفي أكسلشون من داخل سجن مرمرة شديد الحراسة. ووصفت صوفي المكالمة بقولها:
“كان طبيعيًا. بدا سعيدًا، ضحكنا، واستطعت أن أُمازحه قليلًا.”
كما نشر رئيس تحرير صحيفة ETC أندرياس غوستافسون رسالة من يواكيم مدين على منصة X (تويتر سابقًا)، كتب فيها:
“أقدّر كثيرًا كل الدعم الذي وصلني. لا زلت آمل بحل سريع، وأؤمن دائمًا أن القلم أقوى من السيف.”
ويواجه مدين تهمًا تتعلق بـ “الانتماء إلى منظمة إرهابية” و”إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان”، وهي تهم شائعة ضد الصحفيين الأجانب والمحليين المنتقدين للحكومة.
وزارة الخارجية السويدية أكدت أنها تعمل بنشاط ودون توقف على الملف، مستخدمة القنوات والطرق التي ترى أنها الأنجع، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية لأسباب دبلوماسية.
الملف بات الآن اختبارًا دبلوماسيًا حساسًا للعلاقات السويدية–التركية، في ظل بيئة مشحونة دوليًا، ومساحات حرية الصحافة التي تتقلص في تركيا، بحسب تقارير حقوقية.