اتهمت صحيفة الغارديان البريطانية الدول الأوروبية بشن حملة قمع قاسية ضد المهاجرين غير الشرعيين في تونس، وذلك من خلال الاستعانة بمصادر خارجية لمراقبة الحدود.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن هذه الحملة تمثل تقصيرا أوروبيًا في أداء الواجب تجاه المهاجرين، وأنها تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرضون لها.
وأدانت الصحيفة الصفقة التي أبرمتها دول أوروبية مع الحكومة التونسية لمنع تدفق المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا، والتي تتضمن تقديم مساعدات مالية مقابل قيام تونس بعمليات أمنية ضد المهاجرين.
وأوضحت الصحيفة أن هناك تعاطفا مع المهاجرين في أوروبا، وهو ما ظهر في مهرجان البندقية السينمائي الشهر الماضي، حيث حظى فيلم “أنا كابتن” بإشادة كبيرة وفاز بجائزة الأسد الفضي.
وتناول الفيلم رحلة مراهقين سنغاليين تضمنت تعايشهما مع العنف والابتزاز والاحتجاز والعمل القسري على أيدي الشرطة الفاسدة والمتاجرين بالبشر في شمال إفريقيا.
ورغم أن الفيلم قدم مشاهدة مفجعة، لكن الصحيفة أكدت أن تقاريرها الواردة من تونس تشير إلى أن الواقع أكثر كآبة، وأن أوروبا متواطئة بشدة في الرعب الذي يتكشف الآن.
وأشارت الصحيفة إلى اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تونس، والذي ينص على أن تونس ستساعد الاتحاد الأوروبي في منع تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وقالت الصحيفة إن هذا الاتفاق يعطي السلطات التونسية حرية واسعة في التعامل مع المهاجرين، وهذا قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان.
ويرى بعض المراقبين أن اتهام صحيفة الغارديان للدول الأوروبية بشن حملة قمع ضد المهاجرين في تونس، هو اتهام موجه إلى الاتحاد الأوروبي أيضا.
ويعتقد هؤلاء المراقبون أن الاتحاد الأوروبي لا يبذل ما يكفي لحماية حقوق المهاجرين، بل إنه يساهم في انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرضون لها في تونس وغيرها من البلدان.
المصدر: bbc.com