شهدت بورصة ستوكهولم أكبر تراجع لها منذ ما يقرب من عامين، حيث أغلقت على انخفاض بنسبة 3.2% يوم الثلاثاء، مما جعل هذا اليوم الأسوأ في التداول لعام 2025. يأتي هذا التراجع وسط اضطرابات عالمية، حيث تراجعت الأسواق الدولية بعد أن نفّذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية جديدة، مما أدى إلى تصاعد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، بحسب ما أفادت به قناة SVT.

تراجع واسع النطاق يضرب الشركات الكبرى

لم يقتصر الانخفاض على بورصة ستوكهولم، بل تأثرت الشركات الكبرى مثل SBB، Kinnevik وElectrolux، التي خسرت عدة نقاط مئوية من قيمتها السوقية. كما شهدت الأسواق الأوروبية تراجعًا مماثلًا، في ظل مخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والدول الكبرى.

في الولايات المتحدة، افتتحت بورصة وول ستريت على انخفاض، بعد دخول التعريفات الجمركية الجديدة حيز التنفيذ، بما في ذلك الرسوم المفروضة على كندا والمكسيك ورفع الرسوم الجمركية على الصين.

“الأسواق تستوعب الصدمة ولكن القادم قد يكون أسوأ”

يقول ألكسندر نورين، المعلق الاقتصادي في SVT، إن الأسواق كانت تتعامل مع تهديدات ترامب على أنها مجرد ضغط سياسي، لكن تنفيذ هذه التعريفات كشف أن الأمر ليس مجرد تهديدات.

وأوضح نورين:
“البورصة تتفاعل مع حقيقة أن تهديدات ترامب لم تكن مجرد تحذيرات، بل أصبحت واقعًا. هذا التطور سلبي للاقتصاد العالمي على المدى الطويل، لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.”

هل نحن أمام بداية حرب تجارية جديدة؟

رغم التراجع الحاد، يشير نورين إلى أن الأسواق لا تزال تحافظ على هدوئها النسبي، لكن المخاوف تتزايد من تصعيد محتمل إذا قرر ترامب فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، مما قد يؤدي إلى رد أوروبي قاسٍ وإشعال حرب تجارية شاملة.

وأضاف نورين:
“حتى الآن، تبدو الأسواق وكأنها تحاول التماسك. لكن إذا وجه ترامب ضربات جديدة برسوم جمركية أقوى على الاتحاد الأوروبي، وردّت أوروبا بالمثل، فقد نشهد انهيارًا أكبر في الأسواق.”

ماذا بعد؟

مع تزايد التوترات التجارية، يراقب المستثمرون تطورات الموقف بحذر، حيث قد تؤدي أي خطوة جديدة من واشنطن إلى اضطرابات أوسع في الأسواق المالية العالمية. السؤال الذي يلوح في الأفق الآن هو: هل تتجه الأسواق نحو استقرار مؤقت، أم أن موجة هبوط جديدة تنتظر المستثمرين قريبًا؟